عرض مشاركة واحدة
قديم 19-11-2010, 11:10 AM   #1
اداريه مبدعة
 
الصورة الرمزية اداريه مبدعة
 
تاريخ التسجيل: 11-06-2006
الدولة: جده
المشاركات: 2,705
معدل تقييم المستوى: 22
اداريه مبدعة is on a distinguished road
افتراضي مجاهـــــــــدة النفس

[align=justify]
قال الله تعالى:{وَجَاهِدُوا فِي اللهِ حَقَّ جِهَادِهِ هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ}[ سُورَةُ الْحَجِّ: 78 ]
قال الإمام القرطبي رحمه الله تعالى :
( قيل : عنى به جهاد الكفار. وقيل : هو إشارةٌ إلى امتثال جميع ما أمر الله به ، والانتهاء عن كل ما نهى الله عنه ؛ أي : جاهدوا أنفسكم في طاعة الله ، وردّوها عن الهوى ، وجاهدوا الشيطان في ردّ وسوسته ، والظلمة في رد ظلمهم ، والكافرين في ردّ كفرهم ).
وقال الله تعالى:{ وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ } [ سُورَةُ العَنْكَبوتِ : 69 ].
قال الحافظ ابن القيم : " علَّق سبحانه الهداية بالجهاد ، فأكمل الناس هداية أعظمهم جهاداً .
وأفرض الجهاد جهاد النفس، وجهاد الهوى، وجهاد الشيطان، وجهاد الدنيا، فمن جاهد هذه الأربعة في الله هداه الله سُبُلَ رضاه الموصلة إلى الجنة ".
وقال النبِّي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح: ( المجاهد من جاهد نفسه في الله عز وجل).
قال الحافظ ابن القيم رحمه الله تعالى:
" النفس جَبَلٌ عظيم شاق في طريق السير إلى الله عز وجل ، وكل سائر لا طريق له إلا على ذلك الجبل ، فلا بَّد أن ينتهي إليه ، ولكن منهم من هو شاق عليه، ومنهم من هو سهل عليه ، وإنه ليسير على من يسَّره الله عليه ،وفي ذلك الجبل أوديةٌ وشعاب ولصوصٌ يقطعون على السائرين ، فإذا لم يكن معهم عُدَدَ الإيمان ومصابيح اليقين تتقد بزيت الإخبات ، وإلا تعلَّقت بهم الموانع وتشبثت بهم تلك القواطع، وحالت بينهم وبين السير ، فإنَّ أكثر السائرين فيه رجعوا على أعقابهم لما عجزوا عن قطعه واقتحام عقباته، والشيطان على قمة ذلك الجبل يحذِّر الناس من صعوده وارتفاعه ويخوِّفهم منه ، وكلما رقى السائر في ذلك الجبل اشتَّد به صياح القاطع وتحذيره وتخويفه، فإذا قطعه وبلغ قمته انقلبت تلك المخاوف كلهنَّ أمناً، وحينئذ يسهل السير ، وتزول عنه عوارض الطريق ومشقة عقباتها ، ويرى طريقاً واسعاً آمناً يفضي به إلى المنازل والمناهل ، فبين العبد وبين السعادة والفلاح قوة عزيمة وصبر ساعة وشجاعة نفس وثبات قلب ".
الحالات التي تنتهي إليها معركة المجاهدة مع النفس:
الحالة الأولى : تغلُّب داعي الدين على داعي الهوى .
الحالة الثانية : تغلُّب الهوى على داعي الدين .
الحالة الثالثة : أن تكون الحرب سِجَالاً ، فتارةُ ، يغلب هذا وتارة يغلب ذاك، وهذه حال أكثر المؤمنين الذين خَلَطوا عملاً صالحاً وآخر سيئاً .
[/align]


ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك




__________________
اداريه مبدعة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس