عرض مشاركة واحدة
قديم 13-02-2011, 10:50 PM   #1
ساروونه
مشرفة قسم استراحة الأعضاء
 
الصورة الرمزية ساروونه
 
تاريخ التسجيل: 01-03-2008
الدولة: K.S.A الاحساء
المشاركات: 24,681
معدل تقييم المستوى: 42
ساروونه is on a distinguished road
11 الطفلـــــة الـــــواعظــــــة








الطفلـــــــــــة الــــــــواعظـــــــــة





انتهى اليوم الدراسي ، وعادت الفتاة الصغيرة إلى منزلها ،


وقد غشى وجهها الجميل البريء سحابة من الحزن ،


ولمحت الأم الحنون ، أن هناك أمراً يعتمل في نفس صغيرتها ،


ولم تحتج إلى جهد جهيد لتفصح الفتاة وتقول :


أماه ، إن مدرستي هددتني بالطرد من المدرسة
لأجل هذه الملابس الطويلة التي ألبسها .




الأم : ولكنها الملابس التي يريدها الله يا ابنتي .


الفتاة : نعم يا أماه ولكن المدرسة لا تريد .


الأم : حسناً يا ابنتي ، المدرسة لاتريد ، والله يريد ،


فمن تطيعين ، أتطيعين الله الذي أوجدك وصورك وأنعم عليك ،


أم مخلوقة لا تملك لنفسها ضراً ولا نفعاً؟


فقالت الفتاة : بل أطيع الله .


فقالت : أحسنت يا ابنتي وأصبت .




وفي اليوم التالي انفجرت المدرسة غاضبة مؤنبة تلك الفتاة التي تتحدى إرادتها ،
ولا تستجيب لطلبها ، ولا تخاف من تهديدها ووعيدها ،


ولما زادت في التبكيت والتأنيب وثقل الأمر على الصغيرة
ولم تستطع أن تواجه ذلك السيل من مدرستها ،


وتلك النظرات من زميلاتها ، عند ذلك انخرطت في بكاء شديد ،
ذهلت له مدرستها وجعلها تتوقف وتهدأ ،


ثم قال الفتاة الصغيرة كلمة الحق التي خرجت كالقذيفة :




واللـــــه لا أدري من أطيع ؟


أنـــــــــــــت أم هـــــــــــو ؟



قالت المدرسة :ومن هــو ؟


قالت : اللـــــــــه ، أأطيعك أنت فألبس ما تريدين وأغضبــه هـــو ؟


أم أطيعه و أعصيك ؟


ثم قالت : سأطيعه سبحـــانـــه وليكـــن مــا يكـــون .




وسكتت المدرسة ، وفي اليوم التالي دعت المدرسة أم الفتاة


لتقول لهـــا :




لقد وعظتني ابنتك أعظم موعظة سمعتها في حياتي .




نعم فقد أظهرت الفتاة تلك المدرسة على حقيقتها ،


وأخبرتها أنها جعلت نفسها ندا لله ، إذ هي تأمر بخلاف أمره ،


وتوجه إلى خلاف ما يريد ، فتصاغرت في نفسها ،
وانزاحت عن فطرتها تلك الحجب فعرفت الحقيقة .




وما أحوج الدعاة أن يعرفوا أن مهمتهم هي أن يصلوا الناس بربهم ،
ويضعوهم أمام مسؤولياتهم ، ويعرفوهم بأنفسهم ،


كي لا يتمردوا ولا يطغوا .




وما أحوج الدعاة أن يعرفوا أن الحق إنما يصل إلى القلوب
إذا خرج من القلوب التي تؤمن به وتعمل بمقتضاه ،


أما الكلمات الباردة فقلما تؤثر في السامعين .




وما أحوجنا أن نربي أبناءنا على الإسلام علما وعملا مراعين الحكمة في أخذهم بذلك .




وأخيرا : ما أعظم تلك الأم ، فمثلها في النساء قليل ،


وأثرها في أبنائها عظيم ،


وللمسلمات بها قدوة ،


وعند اللــــــــــه أجــــــر جـــــــزيـــــــــــل .








مواقف ذات عبر


ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك




__________________


خاطرة بقلمي عن حمامتي

لتحميل برنامج الا صلاتي
ساروونه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس