22-04-2011, 02:46 AM
|
#1
|
تاريخ التسجيل: 16-04-2011
الدولة: الاحساء
المشاركات: 137
معدل تقييم المستوى: 15
|
انظر مدى عضمة هاذا الرجل
في أحد المستشفيات كان هناك مريضان هرمين في غرفةواحدة.
وليكن شعارنا جميعاوصية الله التي وردت في القرآن الكريم:
"وقولوا للناسحسنا"
إذاجعلت الناس سعداء فستتضاعف سعادتك، ولكن إذا وزعت الأسى
عليهم فسيزداد حزنك.
كلاهما معه
مرضعضال. أحدهما كان مسموحاً له بالجلوس في سريره لمدة ساعة يوميا
بعد العصر. ولحسن حظه فقد كان سريره بجانب النافذة الوحيدة في
الغرفة.
أما الآخرفكان عليه أن يبقى مستلقياً على ظهره طوال الوقت
كان المريضان يقضيانوقتهما في الكلام، دون أن يرى أحدهما الآخر،
لأن كلاً منهما كان مستلقياً علىظهره ناظراً إلى السقف. تحدثا
عن أهليهما، وعن بيتيهما،
وعن حياتهما، وعنكل شيء
وفي كل يوم بعد العصر، كان الأول يجلس في سريره حسب أوامر
الطبيب، وينظر في النافذة، ويصف لصاحبه العالم الخارجي. وكان الآخر
ينتظرهذه الساعة كما ينتظرها الأول، لأنها تجعل حياته مفعمة
بالحيوية وهو يستمعلوصف صاحبه للحياة في الخارج: ففي الحديقة كان
هناك بحيرة كبيرة يسبح فيهاالبط. والأولاد صنعوا زوارق من مواد
مختلفة وأخذوا يلعبون فيها داخل
الماء. وهناك رجل يؤجِّر المراكب الصغيرة للناس يبحرون بها في
البحيرة. والنساء قد أدخلت كل منهن ذراعها في ذراع زوجها، والجميع
يتمشى حول حافةالبحيرة. وهناك آخرون جلسوا في ظلال الأشجار أو
بجانب الزهور ذات الألوانالجذابة. ومنظر السماء كان بديعاً يسر
الناظرين
وفيما يقوم الأولبعملية الوصف هذه ينصت الآخر في ذهول لهذا
الوصف الدقيق الرائع. ثم يغمض عينيهويبدأ في تصور ذلك المنظر
البديع للحياة خارج المستشفى.
وفي أحد الأياموصف له عرضاً عسكرياً. ورغم أنه لم يسمع عزف
الفرقة الموسيقية إلا أنه كانيراها بعيني عقله من خلال وصف صاحبه
لها.
ومرت الأيام والأسابيع وكلمنهما سعيد بصاحبه. وفي أحد الأيام
جاءت الممرضة
صباحاً لخدمتهما كعادتها،فوجدت المريض الذي بجانب النافذة قد قضى
نحبه خلال الليل. ولم يعلم الآخربوفاته إلا من خلال حديث الممرضة
عبر الهاتف وهي تطلب المساعدة لإخراجه منالغرفة. فحزن على صاحبه أشد
الحزن.
وعندما وجد الفرصة مناسبة طلبمن الممرضة أن تنقل سريره إلى
جانب النافذة. ولما لم يكن هناك مانع فقد أجابتطلبه. ولما حانت ساعة
بعد العصر وتذكر الحديث الشيق الذي كان يتحفه به صاحبهانتحب
لفقده. ولكنه قرر أن يحاول الجلوس ليعوض ما فاته في هذه الساعة.
وتحامل على نفسه وهو يتألم، ورفع رأسه رويداً رويداً مستعيناً
بذراعيه، ثماتكأ على أحد مرفقيه وأدار وجهه ببطء شديد تجاه النافذة
لينظر العالم الخارجي. وهنا كانت المفاجأة!!. لم ير أمامه إلا
جداراً أصم من جدران المستشفى، فقدكانت النافذة على ساحة
داخلية.
نادى الممرضة وسألها إن كانت هذههي النافذة التي كان صاحبه
ينظر من خلالها، فأجابت إنها هي!! فالغرفة ليس فيهاسوى نافذة واحدة.
ثم سألته عن سبب تعجبه، فقص عليها ما كان يرى صاحبه عبرالنافذة
وما كان يصفه له.
كان تعجب الممرضة أكبر، إذ قالت له: ولكنالمتوفى كان أعمى، ولم
يكن يرى حتى هذا الجدار الأصم، ولعله أراد أن يجعلحياتك سعيدة حتى
لا تُصاب باليأس فتتمنى الموت.
ألست تسعد إذاجعلت الآخرين سعداء؟
|
|
|