عرض مشاركة واحدة
قديم 24-07-2005, 11:36 PM   #4
شاعرة الحرمان
نائبة رئيسة أقسام الأسرة
 
الصورة الرمزية شاعرة الحرمان
 
تاريخ التسجيل: 16-06-2005
الدولة: الأحساء.الهفوف
المشاركات: 5,577
معدل تقييم المستوى: 26
شاعرة الحرمان is on a distinguished road
افتراضي مشاركة: الرقية الشرعية في الكتاب والسنة

روى الإمام البخاري من حديث عائشة رضي اللهعنها قالت: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أوى إلى فراشه نفث في كفيه بقلهو الله أحد وبالمعوذتين جميعا، ثم يمسح بهما وجهه، وما بلغت يداه من جسده. قالتعائشة: فلما اشتكى كان يأمرني أن أفعل ذلك به"(347).

وروى الشيخان: البخاري ومسلم من حديث أبيسعيد الخدري قال: انطلق نفر من أصحاب رسول الله في سفرة سافروها حتى نزلوا على حيمن أحياء العرب، فاستضافوهم، فأبوا أن يضيفوهم. فلدغ سيد الحي فسعوا له بكل شيء، لاينفعه شيء. فقال بعضهم: لو أتيتم هؤلاء الرهط الذين نزلوا لعله أن يكون عند بعضهمشيء، فأتوهم، فقالوا: يا أيها الرهط إن سيدنا لدغ، وسعينا له بكل شيء لا ينفعه، فهلعند أحد منك من شيء؟ فقال بعضهم: نعم، والله إني لأرقي، ولكن والله لقد استضفناكمفلم تضيفونا، فما أنا براقٍ لكم حتى تجعلوا لنا جعلا. فصالحوهم على قطيع من الغنم،فانطلق يتفل عليه، ويقرأ: الحمد لله رب العالمين، فكأنما نشط من عقال ……." وفيهإقرار الرسول صلى الله عليه وسلم لما ذكروا له، فقال عليه الصلاة والسلام: "ومايدريك أنها رقية؟ ثم قال: قد أصبتم، واقسموا واضربوا لي معكمسهماً"(348).

347- أخرجه البخاري في صحيحه: كتاب الطب: بابالنفث في الرقية ح(5748) ومسلم في صحيحه: كتاب السلام: باب رقية المريض بالمعوذاتوالنفث ح(2192) وأبو داود في سننه: كتاب الطب: باب كيف الرقى ح(3902) وابن ماجة فيسننه: كتاب الطب: باب النفث في الرقية ح(3529) وانظر تحفة الأشراف ح(16589) قالالنووي: وسئلت عائشة عن نفث النبي (صلى الله عليه وسلم) في الرقية فقالت كما ينفثآكل الزبيب لا ريق معه- انظر شرح النووي على صحيح مسلم (14/182) قال ابن حجر: فائدةالنفث التبرك بتلك الرطوبة أو الهواء الذي ماسه الذكر كما يتبرك بغسالة ما يكتب منالذكر- انظر فتح الباري (10/197) ش ح(5735)

.348-أخرجه مالك في الموطأ: كتاب العين: بابالرقية من العين (2/940). والبخاري في صحيحه: كتاب الطب: باب النفث في الرقيةح(5749). ومسلم في صحيحه: كتاب السلام: باب جواز أخذ الأجر على الرقية بالقرآنوالأذكار ح(2201). وأبو داود في سننه: كتاب الطب: باب كيف الرقى ح(3900). والترمذيفي سننه: كتاب الطب: باب ما جاء في أخذ الأمر على التعويذ ح(2070) قال أبو عيسى: هذا حديث حسن صحيح. وابن ماجة في سننه: كتاب التجارات: باب أجر الراقيح(2156).وانظر تحفة الأشراف ح(4249) و(4307).

يقول الإمام ابن القيم- رحمه الله: مربي وقتبمكة، سقمت فيه، وفقدت الطبيب والدواء ، فكنت أعالج بها (بالحمد لله رب العالمين): آخذ شربة من ماء زمزم، وأقرؤها عليها مراراً، ثم أشربه، فوجدت لذلك البرء التام، ثمصرت أعتمد على ذلك عند كثير من الأوجاع فأنتفع بها غاية الانتفاع(349).

وليس معنى هذا ولازمه ترك التداوي والاستشفاءبالأدوية الطبيعية المادية، والإكتفاء بقراءة آيات من القرآن الكريم. فليس ذلك منالرشد في الدين، ولا من الفقه لسنن الله تعالى الكونية. ولكن الشأن هو الجمع بينهذا وذاك، والانتفاع بالأمرين، والجمع بين بذل الأسباب الحسية والمادية؛ معالاعتماد على ما جاء به التوجيه الشرعي، وتعلق القلب بالله تعالى وحده، فهو النافعوهو رب الأسباب تبارك وتعالى.

وأما إقرار العقل لهذا التداوي فواضح؛ إذالعقل لا يحيل ذلك ولا يمنعه أبداً، كيف وقد جاء الخبر الصادق بذلك، والعقل قد صدقالمخبر فيما هو أعظم من مجرد الإخبار بالاستشفاء بتلاوة بعض الآياتوالسور.

ثم إنه لا يترتب على التصديق به أمر مستحيل؛لأن العقل قد قرر أن الله سبحانه وتعالى هو المالك الفاعل المتصرف في الكون وما فيهمن خلق، وهو سبحانه رب الأسباب والأدواء التي لا تشفي ولا تنفع بذاتها، بل هوالشافي والدافع لجميع الأفراد، وهو النافع والواهب للصحة والعافية، وهو الذي يحولبين الأسباب وبين مقتضياتها، وهو الذي يجعل فيها النفع

فالاستشفاء والتداوي بتلاوة آيات وسور منالقرآن على الأمراض الجسدية قررتها الشريعة السمحة، وجعلتها أسباباً شرعية صحيحةنافعة بإذن الله تعالى، كما تقررها العقول الصحيحة.

349-الطب النبوي لابن القيم (141).

وهذا التداوي هو ما يسمى بالرقى الشرعية، وهوعنوان هذا البحث المتواضع. وهو ما سأبين بعض جوانبه إن شاء الله، والله تعالى أسألأن ينفعنا جميعا بما جاء في كتابه الكريم من شفاء للقلوب والأبدان، وأن يهديالمسلمين لأسرار كتابه العظيم بما يمنحهم أسباب الصحة والعافية، ويسلك بهم سبلالحياة السليمة القوية، ليزدادوا تمسكاً بكتاب ربهم، وتقديراً له، وإقبالاً عليه،وإفادة منه، إنه تعالى ولي ذلك والقادر عليه.

الرقية الشرعية
تعريفها:

الرقية- بسكون القاف-

ويقال: "رقى"- بالفتح في الماضي، "ويرقي" بالكسر في المستقبل، و"رقيت" فلاناً- بكسر القاف، "أرقيه"

ويقال: "استرقى"، أي طلب الرقية.

والرقية تجمع على رُقى.

وتقول: استرقيته، فرقاني رقية، فهوراق(350).

ويقال: رقى الراقي رقية ورقياً، إذا عوذ ونفثفي عوذته.

ويعرفها ابن الأثير: الرقية، العُوذة التييرقى بها صاحب الآفة كالحمى والصرع وغير ذلك من الآفات(351).

ويقول ابن منظور: والرقية: العوذة، معروفة. قال رؤبة:

فما تركـا من عـُـوذة يعــرفانها
ولارُقية إلا بها رقيانـــي(352).

350- الصحاح للجوهري (6/2361) والمصباحالمنير للفيومي (1/236).

351-النهاية في غريب الحديث لابن الأثير (2/254)

. 352- لسان العرب لابن منظور (13/332).

وقال أيضاً: والعوذة والمعاذات والتعويذ: الرقية، يرقى بها الإنسان من فزع أو جنون، لأنه يعاذ بها، وقد عوذه. يقال عوذتفلانا بالله وأسمائه، وبالمعوذتين، إذا قلت: أعيذك بالله وأسمائه من كل ذيشر(353).

وعرفها بعض الفقهاء: ما يرقى به من الدعاءلطلب الشفاء(354).

وقال ابن التين: الرقي بالمعوذات وغيرها منأسماء الله تعالى الحسنى هو الطب الروحاني، إذا كان على لسان الأبرار من الخلق حصلالشفاء بإذن الله تعالى، ولما عز هذا النوع فزع الناس إلى الطبالجسماني(355).

وجودها قبل الإسلام:

عن عمرة بنت عبد الرحمن: "أن أبا بكر الصديقدخل على عائشة وهي تشتكي، ويهودية ترقيها فقال أبو بكر ارقيها بكتاب الله"(356).

وعن ابن عباس أن ضماداً- هو ضماد بن ثعلبةالأزدي- قدم مكة وكان من أزد شنوءة وكان يرقى من هذه الريح، فسمع سفهاء أهل مكةيقولون: إن محمداً مجنون. فقال: لو أني رأيت هذا الرجل لعل الله يشفيه على يدي. فقال: فلقيته. فقال: "يا محمد إني أرقى من هذه الريح. وإن الله يشفي على يدي منشاء، فهل لك؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الحمد لله نحمده ونستعينه…….." الحديث(357).

353- المصدر السابق (3/499)

.354-حاشية العدوي على شرح الرسالة (1/452).

355-فتح الباري لابن حجر (10/196) شح(5735).

356- أخرجه مالك في موطئه: كتاب العين: بابالتعوذ والرقية في المرض (2/943) انظر تنوير الحوالك (2/230).

357- أخرجه مسلم في صحيحه: كتاب الجمعة: بابرفع الصوت في الخطبة وما يقول فيها ح(868) وابن ماجة في سننه: كتاب النكاح: بابخطبة النكاح ح(1893) والنسائي في سننه: كتاب النكاح: باب ما يستحب من الكلام عندالنكاح ح(3278) وانظر تحفة الأشرافح(5586).

وعن عوف بن مالك الأشجعي قال: كنا نرقى فيالجاهلية، فقلنا يا رسول الله، كيف ترى في ذلك؟ فقال: أعرضوا على رقاكم لا بأسبالرقى ما لم يكن فيه شرك(358).

مشروعيتها:

أ- رقى رسول الله صلى الله عليه وسلمنفسه:

عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى اللهعليه وسلم كان إذا أوى إلى فراشه كل ليلة، جمع كفيه ثم نفث فيهما وقرأ: قل هو اللهأحد، وقل أعوذ برب الفلق، وقل أعوذ برب الناس، ثم يمسح ما استطاع من جسده، يبدأبهما على رأسه ووجهه وما أقبل من جسده، يفعل ذلك ثلاث مرات(359).

وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: "كانرسول الله صلى الله عليه وسلم يتعوذ من الجان وعين الإنسان حتى نزلت المعوذات فأخذبها وترك ما سواها(360).

ب- رقى رسول الله صلى الله عليه وسلمغيره:

358- أخرجه مالك في الموطأ (2/272 التمهيد) ومسلم في صحيحه: كتاب السلام: باب لا بأس بالرقى ما لم يكن فيه شرك ح(2200). وأبوداود في سننه: كتاب الطب باب ما جاء في الرقى ح(3886) والحاكم في مستدركه (4/212) وقال وهذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه. ووافقه الذهبي. والطبراني في الكبير (18/49) والبيهقي في الكبرى: كتاب الضحايا: باب إباحة الرقية (9/349).

359- أخرجه البخاري في صحيحه: كتاب الطب: بابالنفث في الرقية ح(5748) ومسلم في صحيحه: كتاب السلام: باب رقية المريض بالمعوذاتوالنفث ح(2192) وأبو داود في سننه: كتاب الطب: باب كيف الرقى ح(3902) وابن ماجة فيسننه: كتاب الطب: باب النفث في الرقية ح(3529) وانظر تحفة الأشراف ح(16589) قالالنووي: وسئلت عائشة عن نفث النبي (صلى الله عليه وسلم) في الرقية فقالت كما ينفثآكل الزبيب لا ريق معه- انظر شرح النووي على صحيح مسلم (14/182) قال ابن حجر: فائدةالنفث التبرك بتلك الرطوبة أو الهواء الذي ماسة الذكر كما يتبرك بغسالة ما يكتب منالذكر- انظر فتح الباري (10/197) ش ح(5735)

.360- أخرجه الترمذي في سننه: كتاب الطب: بابما جاء في الرقية بالمعوذتين ح(2065) وقال: هذا حديث حسن غريب والنسائي في سننه: كتاب الاستعاذة: باب الاستعاذة من عين الجان ح (5509) وابن ماجة في سننه: كتابالطب: باب من استرقى من العين ح(3511) وانظر تحفة الأشراف ح(4327) وانظر صحيح سننالترمذي للألباني ح(1681).

عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله عليهوسلم كان يعوذ بعض أهله، يمسـح بيده اليمنى ويقول: "اللهم رب الناس أذهب الباس،واشف إنك الشافي، لا شفاء إلا شفاؤك، شفاءً لا يغادر سقما"(361).

وعن ابن عباس قال: كان النبي صلى الله عليهوسلم يعوذ الحسن والحسين، ويقول: "إن أباكما كان يعوذ بها إسماعيل وإسحاق، أعوذبكلمات الله التامة من كل شيطان وهامة ومن كل عين لامة"(362).

جـ- رسول الله صلى عليه وسلم يرقيهغيره:
عن عائشة رضي الله عنها قالت: كان إذا اشتكى رسول الله صلى الله عليه وسلمرقاه جبريل عليه السلام، قال: "بسم الله يبريك، ومن كل داء يشفيك، ومن شر حاسد إذاحسد، وشر كل ذي عين"(363).

361- أخرجه البخاري في صحيحه: كتاب الطب: بابدعاء العائد للمريض ح(5675) ومسلم في صحيحه: كتاب السلام: باب استحباب رقية المريضح(2191) وأبو داود في سننه: كتاب الطب: باب في تعليق التمائم ح(3883) والترمذي فيسننه: كتاب أحاديث شتى: باب في دعاء المريض ح(3576) وقال هذا حديث حسن وابن ماجة فيسننه: كتاب الجنائز: باب ما جاء في ذكر مرض الرسول (صلى الله عليه وسلم) ح(1619) وانظر تحفة الأشراف ح(17638) وأخرجه أحمد في مسنده (3/267) و(4/259)و(6/42) والنسائي في اليوم والليلة ح(1042) وابن السني في اليوم والليلة ح(543) قال النووي: الحديث فيه استحباب مسح المريض باليمين والدعاء له وقد جاءت فيه روايات كثيرة صحيحةجمعتها في كتاب الأذكار انظر النووي على صحيح مسلم (14/180).

362- أخرجه البخاري في صحيحه: كتاب أحاديثالأنبياء: باب (10) ح(3371) وأبو داود في سننه: كتاب السنة: باب في القرآن ح(4737) وقال: "هذا القرآن ليس بمخلوق. مستدلاً على أنه لو كان مخلوقاً لما صح الاستعاذةبه". وأخرجه الترمذي في سننه: كتاب الطب: باب (18) ح(2067) وقال: هذا حديث حسن صحيحوابن ماجة في سننه: كتاب الطب: باب ما عوذ به النبي (صلى الله عليه وسلم) وما عوذبه ح(3525) وانظر تحفة الأشراف ح(5627) وأخرجه أحمد في مسنده (1/270)-136) والنسائيفي اليوم والليلة ح(1007) الهامة: واحدة من الهوام وهي ذوات السموم اللامة: بتشديدالميم أي ذات لمم، واللمم كل داء يلم من خبل أو جنون أو نحوهما. أي في كل عين تصيببسوء انظر شرح السندي على سنن ابن ماجة (4/125)

.363-أخرجه مسلم في صحيحه: كتاب السلام: بابالطب والمرض والرقى ح(2185) وانظر تحفة الأشراف ح(17746).

وعن أبي سعيد أن جبريل عليه السلام أتى النبيصلى الله عليه وسلم، فقال: "يا محمد اشتكيت؟ قال: نعم، قال: "بسم الله أرقيك من كلشيء يؤذيك، من شر كل نفس أو عين حاسد الله يشفيك، بسم الله أرقيك"(364).

د-الرسول صلى الله عليه وسلم يأمر ويندبغيره، ويرخص في الرقية: عن أم سلمة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم رأىفي بيتها جارية في وجهها سفعة. فقال: "استرقوا لها فإن بهاالنظرة"(365).

364- أخرجه مسلم في صحيحه: كتاب السلام: بابالطب والمرض والرقى ح(2186) والترمذي في سننه: كتاب الجنائز: باب ما جاء في التعوذللمريض ح(974) وابن ماجة في سننه: كتاب الطب: باب ما عوذ به النبي (صلى الله عليهوسلم) وما عوذ به ح(3523) وانظر تحفة الأشراف ح(4363) وأخرجه أحمد في مسنده (3/28-56) والنسائي في اليوم والليلة ح(1005) قال النووي هذا تصريح بالرقى بأسماءالله تعالى وفيه توكيد الرقية والدعاء وتكريره، وقوله من شر كل نفس قيل: يحتمل أنالمراد بالنفس نفس الأدمي وقيل يحتمل أن المراد بها العين فإن النفس تطلق على العينويقال رجل نفوس إذا كان يصيب الناس بعينه. انظر شرح النووي على صحيح مسلم (14/170)

. 365- أخرجه البخاري في صحيحه: كتاب الطب: باب رقية العين ح(5739) ومسلم في صحيحه: كتاب السلام: باب استحباب الرقية من العينوالنملة والحمة والنظرة ح(2197) والبيهقي في السنن: كتاب الضحايا: باب إباحة الرقيةبكتاب الله ح(9/348) وانظر شرح معاني الآثار للطحاوي (4/327) قال النووي: السفعةيعني بوجهها صفرة، وقيل سواد وقال ابن تيمية هي لون يخالف لون الوجه، وقيل أخذه منالشيطان- انظر شرح النووي على صحيح مسلم (14/185) قال ابن عبد البر: فيه دليل علىأن العين تسرع إلى قوم فوق إسراعها إلى آخرين، وأنها تؤثر في الإنسان بقضاء اللهوقدره وتصرعه في أشياء كثيرة. وإنما يسترقى من العين إذا لم يعرف العائن. وإما إذاعرف الذي أصابه بعينه فإنه يؤمر بالوضوء- التمهيد (2/269).

وعن عثمان بن أبي العاص الثقفي أنه شكا إلىرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له: "ضع يدك على الذي تألم من جسدك وقل بسمالله- ثلاثا- وقل- سبع مرات: أعوذ بالله وقدرته من شر ما أجد وأحاذر"(366).

وعن خــولة بنت حكيم رضي الله عنها قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من نزل منزلا ثم قال: "أعوذ بكلمات اللهالتامات من شر ما خلق، لم يضره شيء حتى يرتحل من منزله ذلك(367).

هـ- الرسول صلى الله عليه وسلم يقر غيره علىالرقية:
عن جابر رضي الله عنه أن آل عمرو بن حزم قالوا: يا رسول الله انه كانتعندنا رقى نرقي بها من العقرب، وإنك نهيت عن الرقى. قال: فعرضوا عليه، فقال: "ماأرى بها بأساً، من استطاع منكم أن ينفع أخاه فليفعل"(368).

366-أخرجه مالك في موطأه: كتاب العين: بابالتعوذ والرقية من المرض (2/942) ومسلم في صحيحه: كتاب السلام: باب استحباب وضع يدهعلى موضع الألم مع الدعاء ح(2202) وأبو داود في سننه: كتاب الطب: باب كيف الرقىح(3891) والترمذي في سننه: كتاب الطب: باب (29) ح(2087) وقال هذا حديث حسن صحيحوابن ماجة في سننه: كتاب الطب: باب ما عوذ به النبي (صلى الله عليه وسلم) وما عوذبه ح(3522) وانظر تحفة الأشراف ح(9774) وأخرجه أحمد في مسنده (6/390) والنسائي فياليوم والليلة ح(1001) قال النووي: يستحب وضع يده على موضع الألم ويأتي بالدعاءالمذكور- انظر شرح للنووي على صحيح مسلم (14/189) ش ح (2202)

. 367- أخرجه مسلم في صحيحه: كتاب الذكروالدعاء: باب في التعوذ من سوء القضاء ودرك الشفاء وغيره ح(2708) والترمذي في سننه: كتاب الدعوات: باب ما يقول إذا نزل منزلاً ح(3448) وقال هذا حديث حسن غريب صحيح. وابن ماجة في سننه: كتاب الطب: باب الفزع والأرق وما يتعوذ منه ح(3547) قال النووي: وقوله "أعوذ بكلمات الله التامات". قبل معناه الكاملات التي لا يدخل فيها نقص ولاعيب. وقيل النافعة الشافية. وقيل المراد بالكلمات هنا القرآن والله أعلم انظر شرحالنووي على صحيح مسلم (17/31)

. 368-أخرجه مسلم في صحيحه: كتاب السلام: باباستحباب الرقية من العين والنملة والحمة والنظرة ح(2199) وأحمد في مسنده (3/382) والبيهقي في الكبرى: كتاب الضحايا: باب إباحة الرقية (9/348) قال الألباني: وفيالحديث استحباب رقية المسلم لأخيه المسلم بما لا بأس به من الرقى، وذلك ما كانمعناه معروفاً مشروعاً، وأما الرقى بما لا يعقل معناه من الألفاظ فغير جائز- انظرالصحيحة ح(472).

وكذلك إقراره للراقي، كما في حديث أبي سعيدالخدري رضي الله عنه، لما رقى سيد القوم الذين استضافوهم فلم يضيفوهم. وقد تقدمذكره وهو مروى في الصحيحين(369).

أنـــــــــواعالرقـــــــــــــى

أ- أنواع الرقى من جهة متى تقرأ:

- أولاً: تقرأ الرقية لدفع البلاء قبلوقوعه.

عن ابن عباس قال: كان النبي صلى الله عليهوسلم يعوذ الحسن والحسين ويقول .... الحديث(370).

وعن عثمان بن عفان رضي الله عنه قال: قالرسول الله صلى الله عليه وسلم: "من قال في أول يومه أو في أول ليله: بسم الله الذيلا يضر مع اسمه شيء

369- أخرجه مالك في الموطأ: كتاب العين: بابالرقية من العين (2/940). والبخاري في صحيحه: كتاب الطب: باب النفث في الرقيةح(5749). ومسلم في صحيحه: كتاب السلام: باب جواز أخذ الأجر على الرقية بالقرآنوالأذكار ح(2201). وأبو داود في سننه: كتاب الطب: باب كيف الرقى ح(3900). والترمذيفي سننه: كتاب الطب: باب ما جاء في أخذ الأمر على التعويذ ح(2070) قال أبو عيسى: هذا حديث حسن صحيح. وابن ماجة في سننه: كتاب التجارات: باب أجر الراقيح(2156).وانظر تحفة الأشراف ح(4249) و(4307)

.370- أخرجه البخاري في صحيحه: كتاب أحاديثالأنبياء: باب (10) ح(3371) وأبو داود في سننه: كتاب السنة: باب في القرآن ح(4737) وقال: "هذا دليل على أن القرآن ليس بمخلوق. مستدلاً على أنه لو كان مخلوقاً لما صحالاستعاذة به". وأخرجه الترمذي في سننه: كتاب الطب: باب (18) ح(2067) وقال: هذاحديث حسن صحيح وابن ماجة في سننه: كتاب الطب: باب ما عوذ به النبي (صلى الله عليهوسلم) وما عوذ به ح(3525) وانظر تحفة الأشراف ح(5627) وأخرجه أحمد في مسنده (1/270-136) والنسائي في اليوم والليلة ح(1007) الهامة: واحدة من الهوام وهي ذواتالسموم اللامة: بتشديد الميم أي ذات لمم، واللمم كل داء يلم من خبل أو جنون أونحوهما. أي من كل عين تصيب تسوء- انظر شرح السندي على سنن ابن ماجة (4/125).

في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليمثلاث مرات- لم يضره شيء في ذلك اليوم، أو في تلك الليلة"(371).

وعن أبي مسعود أن رسول الله صلى الله عليهوسلم قال: "من قرأ بالآيتين من آخر سورة البقرة في ليلة كفتاه"(372).

وتقدم ذكر حديث خولة بنت حكيم فيمن إذا نزلمنزلاً قرأ أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق مرفوعاً(373).

ثانياً- تقرأ الرقية لدفع البلاء بعدوقوعه.

وقد تقدم ذكر طائفة من الأحاديث المرفوعةالصحيحة في هذا المعنى عن عائشة في رقية جبريل النبي صلى الله عليه وسلم في مرضهوشكواه، وعن عثمان بن أبي العاص في وضع اليد على موضع الألم من الجسد ثم القراءةونحوها. مما يفيد فعل النبي صلى الله عليه وسلم ورقيته لنفسه، ورقيته لغيره، ورقيةغيره له، وترغيب النبي في ذلك، ووصيته لمن وجد ألما أونزل به بلاء(374).

371- أخرجه أبو داود في سننه: كتاب الأدب: باب ما يقول إذا أصبح ح(5088) والترمذي في سننه: كتاب الدعوات: باب ما جاء فيالدعاء إذا أصبح وإذا أمسى ح(3399) وقال: هذا حديث حسن غريب صحيح. وابن ماجة فيسننه: كتاب الدعاء: باب ما يدعو به الرجل إذا أصبح وإذا أمسى ح(3869) وانظر تحفةالأشراف ح(9778) وانظر صحيح سنن ابن ماجة للألباني ح(3120) وتمام الحديث: وكان إبانقد أصابه طرف من الفالج، فجعل الرجل ينظر إليه فقال له إبان: ما تنظر إلى؟ أماالحديث كما قد حدثتك ولكني لم أقله يومئذ، ليمضي الله علي قدره.

372-أخرجه البخاري في صحيحه: كتاب أفضلالقرآن: باب فصل سورة البقرة ح(5009) ومسلم في صحيحه: كتاب صلاة المسافرين: باب فضلالفاتحة وخواتيم سورة البقرة ح(808) وأبو داود في سننه: كتاب الصلاة: باب تحزيبالقرآن ح(1397) والترمذي في سننه: كتاب فضائل القرآن: باب آخر سورة البقرة ح(2890) وقال: هذا حديث حسن صحيح. وابن ماجة في سننه: كتاب إقامة الصلاة: باب ما جاء فيمنيرجى أن يكفي من قيام الليل ح(1369) وانظر تحفة الأشراف ح(9999)

.373- أخرجه مسلم في صحيحه: كتاب الذكروالدعاء: باب في التعوذ من سوء القضاء ودرك الشفاء وغيره ح(2708) والترمذي في سننه: كتاب الدعوات: باب ما يقول إذا نزل منزلاً ح(3448) وقال هذا حديث حسن غريب صحيح. وابن ماجة في سننه: كتاب الطب: باب الفزع والأرق وما يتعوذ منه ح(3547). قالالنووي: وقوله "أعوذ بكلمات الله التامات". قبل معناه الكاملات التي لا يدخل فيهانقص ولا عيب. وقيل النافعة الشافية. وقيل المراد بالكلمات هنا القرآن والله أعلمانظر شرح النووي على صحيح مسلم (17/31).

374- راجع ما تقدم ذكره من نصوص في موضوعمشروعية الرقية.

ب- أنواع الرقى من جهة ما يقرأ به:
أولاً: الرقية بالقرآن الكريم.

ثبت فيما تقدم ذكره قراءة سورة الفاتحة، كمافي حديث النفر الذي انطلقوا في سفرة، وإقرار النبي صلى الله عليه وسلم للراقي قراءةسورة الفاتحة وإنها رقية(375).

وثبت كذلك أن سورة البقرة رقية ونافعة، كمافي حديث أبي أمامه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "اقرأوا سورةالبقرة، فإن أخذها بركة، وتركها حسرة، ولا تستطيعها البطلة"(376-377).

وحديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول اللهصلى الله عليه وسلم قال: "لا تجعلوا بيوتكم مقابر، إن الشيطان ينفر من البيت الذيتقرأ فيه سورة البقرة"(378).

375- أخرجه مالك في الموطأ: كتاب العين: بابالرقية من العين (2/940). والبخاري في صحيحه: كتاب الطب: باب النفث في الرقيةح(5749). ومسلم في صحيحه: كتاب السلام: باب جواز أخذ الأجر على الرقية بالقرآنوالأذكار ح(2201). وأبو داود في سننه: كتاب الطب: باب كيف الرقى ح(3900). والترمذيفي سننه: كتاب الطب: باب ما جاء في أخذ الأجر على التعويذ ح(2070) قال أبو عيسى: هذا حديث حسن صحيح. وابن ماجة في سننه: كتاب التجارات: باب أجر الراقيح(2156).وانظر تحفة الأشراف ح(4249) و(4307).

376- أخرجه مسلم في صحيحه: كتاب صلاةالمسافرين: باب فضل القرآن وسورة البقرة ح(804) والترمذي في سننه: كتاب فضل القرآن: باب ما جاء في سورة آل عمران ح(2892) وقال: هذا حديث حسن غريب وانظر تحفة الأشرافح(4931) قال النووي: سميت الزهراوين لنورهما وعظم أجرهما

.377- قولـه (صلى الله عليه وسلم) "فإنهمايتأتيان يوم القيامة كأنهما غمامتان أو كأنهما غيايتان" قال أهل اللغة: الغمامةوالغياية كل شيء أظل الإنسان فوق رأسه من سحابة وغيره ونحوهما، قال العلماء: المرادأن ثوابهما يأتي كغمامتين. وقوله (صلى الله عليه وسلم) أو كأنهما فرقان من طير صوافأي قطيعان وجماعتان انظر شرح النووي على صحيح مسلم (6/89-91)

.378- أخرجه مسلم في صحيحه: كتاب صلاةالمسافرين: باب استحباب صلاة النافلة في البيت ح(780) والترمذي في سننه: كتاب فضائلالقرآن: باب ما جاء في فضل سورة البقرة ح(2886) وقال: هذا حديث حسن صحيح وانظر تحفةالأشراف ح(12769) وأخرجه أحمد في مسنده (2/284).

وثبت كذلك أن قراءة آية الكرسي من الرقىالنافعة بإذن الله تعالى، كما في حديث أبي هريرة حيث كان يحرس الصدقة، وفيه.... إذاأويت إلى فراشك فاقرأ آية الكرسي- الله لا اله إلا هو الحي القيوم- حتى تختم الآية،فإنه لا يزال عليك من الله حافظ حتى تصبح- وفيه إقرار النبي صلى الله عليه وسلمأنها رقية(379).

وثبت كذلك أن قراءة المعوذات من الرقىالنافعة، وقد تقدم ذكر النصوص الدالة على ذلك من قول النبي وفعله صلى الله عليهوسلم، ومن فعل غيره له(380).




__________________
شاعرة الحرمان غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس