مــدخ ـــــــل :
ولـــد الهـــدى فالكائنــات ضيــاء ..... وفــم الزمــان تبسمــا وثنـــاء .
لـــم يقـــع كمـا يقــــع الأطفـــال !!
قال أهل السّير كصاحب ( الروض الأنف ) وغيره : وقع معتمدا على يده رافعا رأسه إلى السماء مادا سبابته كالمسبح .
قال ابن الجوزي : وروى معد بن سعد عن جماعة من أهل العلم : أن آمنة قالت : لقد علقت به فما وجدت له مشقة , و أنه لما فصل عنها خرج له نور أضاء له ما بين المشرق والمغرب , ووقع الى الأرض معتمدا على يديه .
وقال عكرمة : لما ولدته وضعته برمة فانقلعت عنه , قالت : فنظرت إليه فإذا هو قد شق بصره ينظر إلى السماء .
وقال العباس بن عبدالمطلب : ولد رسول الله صلى الله عليه وسلم مختونا مسرورا , فأعجب ذلك عبدالمطلب , وحظي عنده وقال : ليكونن لابني هذا شأن من شأن , فكان له شأن .
هذا هو رجل العالم و أفضل خلق الله , صاحب الحوض والشفاعة والمقام المحمود , واللواء المعقود , وقع صلى الله عليه وسلم رافعا رأسه إلى السماء طفل وليد يمد إصبعه بالتوحيد , لأنه هو الذي أتى بالتوحيد هذه اللحظة الأولى . وولد أيضا مسرورا مختونا . والمسرور : الذي قطع سره , والمختون : أي الذي قطعت غرلته . ولد طاهرا نظيفا طيبا مطيبا مباركا , فلم يختنه ختان ولم يتدخل طبيب , وقد أراد الله لهذه البشرية خيرا بمولد هذا الإمام الأعظم حتى قال الشاعر :
إن البريـــة يــوم مبعـــث أحمـــد ........ نظــــــر الإلـــه لهــا فبــــدل حالهــــا
بــل كــرم الإنســان حيــن اختـار منهــا ......... خيـــر البريــــة نجمهـــا وهلالهـــا
بل لقد كرم الله الإنسانية حين اختار لها من خير البرية أعظمها و أفضلها فهو بمثابة نجمها وهلالها , أضاء الدنيا بعد ظلامها , وهدى الحيارى بعد ضلالهم . ولد هذا النبي صلى الله عليه وسلم ميلادا فريدا لم يشاركه فيه أحد , لذا وضعت عليه أمه جفنة . والجفنة : إناء الطعام , وقيل : كتور من فخار , وضعته عليه لما وقع بطنها إلى الأرض , لئلا يراه أحد قبل جده عبدالمطلب , لأنه سيد مكة وسيد قريش وكبير قومه , فأرادت أن تبشره بهذا المولود العظيم , لأنه ليس كغيره من الأطفال , فقد حملته بيسر وسهولة , ووضعته بيسر وسهولة , ورأت وهي حامل به أنه خرج منها نور أضاء قصور الشام . قال أهل العلم من أهل الحديث : لأنه سوف يفتح الدنيا بنوره وهدايته , حتى تصل الفتوح إلى الشام و إلى العراق وفارس .
قال ابن الجوزي : وروى يزيد بن عبدالله بن وهب عن عمته : أن آمنة لما وضعت رسول الله صلى الله عليه وسلم أرسلت إلى عبدالمطلب فجاءه البشير وهو جالس في الحجر , فأخبره أن آمنة ولدت غلاما , فسرّ بذلك وقام هو ومن معه فدخل عليها , فأخبرته بكل ما رأت وماقيل لها وما أمرت به , فأخذه عبدالمطلب فأدخله الكعبة , وقام عندها يدعو الله ويشكر ما أعطاه . وروي أنه قال يومئذ :
الحمـــــد للــــه الـــذي أعطانـــــي ........ هـــــذا الغـــــلام الطيـــب الأردان
قـــد ســــــاد في المهــــد على الغلمــان ....... أعيــــذه باللــــه ذي الأركـــــان
إن ميلاد هذا النبي نبأ عظيم , سقطت له الأصنام _ فيما يروى _ على وجوهها لما نزل إلى الأرض , واهتز له إيوان كسرى حتى سقطت أربع عشرة شرفة من شرفاته , وغارت بحيرة ساوه , وخمدت نار فارس , لأن هذا المولود العظيم سوف يجتاح الأصنام , وسوف يدمر إيوان كسرى , وسوف ينشر العدل بين الأنام , وسوف يخمد نار المجوس التي تعبد من دون الله .
وامتلأ البيت الذي ولد فيه نورا , ورؤية النجوم وهي تدنو منه حتى لتكاد تقع عليه صلى الله عليه وسلم , رأت هذا أمه والقابلة التي كانت معها وحدثتا به , وهو حق لا باطل , و صدق لا كذب .
أما إبليس فلم يرا إلا ملعونا طريدا في ذلك اليوم , فقد روي أن إبليس رنّ أربع رنات : رنة يوم لعنة الله وطرده , فرنّ لذلك أي خنس بصوته حنينا , ورنّ يوم أهبط من الجنة , ورنّ يوم ولد عليه الصلاة والسلام , ورنّ يوم نزلت سورة الفاتحة , فهذا حال ابليس .
رضاعتــــــــه عليــــــه الصـــــلاة والســــــلام .......
فإن أمه أرضعته حينا من الدهر ثم أرضعته ثويبة أَمَة _ مولاه _ لعمه أبي لهب أياماً (فهي اول من ارضع الرسول بعد والدته ) . وكانوا يسترضعون أطفالهم في البادية , لينمو الطفل قوي الجسم , شديد البنية صحيحا , لذلك يكون أفصح أطفال العرب الذين رضعوا ألبان أمهاتهم في البادية .
والله سبحانه وتعالى أراد بهذا الرسول الخاتم عناية خاصة , أراد سبحانه أن ينبته نباتا حسنا وتولى حراسته وكفايته ورضاعته , وهيأ له الأسباب ليرضع _ عليه الصلاة والسلام _ في أحسن بادية من بوادي العرب , وهي بادية بني سعد وغيرها من البوادي .
قال ابن اسحق : فاسترضع له امرأة من بني سعد بن بكر يقال لها : حليمة ابنة أبي ذؤيب .
جاء إلى مكة نسوة من الباديه و منهن نساء من باديه بني سعد (من بينهن حليمه السعديه ) يطلبن أطفالاً يرضعنهم ليحصلوا من ورائهم على اعطيه و مال و هدايا و كسب لانهن كن فقيرات ، و نساء مكه كانوا يدفعون بأولادهم إلى نساء البادية يرضعنهم هناك حتى يتربوا على النجابة والشهامة وقوة العزيمة,, فأخذت كل منهن طفلاً و لم يبقي لحليمه السعديه سوى الرسول صلى الله عليه و سلم ,, ولانه كان يتيماً لم يرغب به احد ,, و تقول حليمه مستشيره زوجها ان ترضعه ,: أ نأخذ هذ ا اليتيم و ما كنت ارجوا ان اخذ يتيماً لاني اريد ان يكون له اب لننال منه هدايا و اعطيه ,,و لما استحت وزوجها ان تعودا لديارهما بدون طفل ترضعه اخذت اليتيم محمد ابن عبد الله صلى الله عليه و سلم
و ماتعلم و الله حليمه من اخذت ؟؟
اخذت اعظم رجل عرفته البشريه ؟؟ اخذت بشير هذه الامه و نذيرها ,,,
اخذت من تُبشر الانسانيه به من قبل ولادته ,,,صلوات ربي و سلامه عليه ,,
من مايروى من اخبار حليمه (مع الرسول عليه الصلاه و السلام )
انها تقول :
أتينا مكه على ناقه عجفاء و حماره قمرا ضعيفه و كنا في سنه قحط و جدب فالسماء لا تمطر و الارض لا تنبت و البهائم لا تجد ما تأكل ,, و كنا في عسر لا يعلمه الا الله ,,, ولما اخذت محمد ابن عبدالله ,,,لترضعه
فو الله ما أن وصلنا به صلوات ربي وسلامه الى ديارنا الا و نزل الغيث و در اللبن و اقبل العشب و اذا بالخيرات تاتي من كل مكان ..
وكان اذا ارادت مرضعته حليمه ان تغسله يبكي حتى ترد عليه ثيابه .. صلوات الله وسلامه عليه .
فترعرع عليه الصلاة والسلام في البادية حيث البلاغة والفصاحة وحسن البيان وجودة الألفاظ وجزالة اللغة , وقد روي أبا بكر الصديق رضي الله عنه قال : يا رسول الله ما رأيت أفصح منك , ولم يسمع في التاريخ أفصح من رسول الله صلى الله عليه وسلم أبدا , كان اذا تلك ملأ القلوب بهجة و إقناعا وحجة وبيانا , لا يتلعثم ولا ينطق كلمة خطأ ولا ينطق حرفا غلطا , ولا يريد كلمة فيقول غيرها , ولا يبطيء عليه الكلام , يترسل به , يلقيه فواصل , ويخرج الحروف من مخارجها , وهذا كله توفيق من الواحد الأحد , وتأييد من الفرد الصمد , لأن هذا النبي مؤهل لأن يكون أفصح الناس , و أشجع الناس , و أجود الناس و أحلم الناس و أبرّ الناس , إلى غير ذلك من الصفات الحميدة ....
لكـــــــل منـــــا علقــــــة ســــوداء في قلــــــوبنا .. نســـأل اللــــه العلـــــي العظيـــــم بأن يمحيهـــــا .. وذلــــك بأن نغســــل قلوبنـــــا بفعـــــل الطاعــــات وذكــــر اللــــه , والإبتعــــاد عن الذنـــــوب ..
ولكــــــــــــــــــن .....
هـــــل للرســـــول الأعظـــــم صلــــى اللــــه عليـــــه وسلـــــم علقــــــة في قلبــــه ؟؟
للأمانـــــــة / ما كتبت وما سأكتبه مصدره كتاب " قصة الرسالة " لـ د : عائض القرني .... .. وكتاب " هذا الحبيب يا محب " لـ أبو بكر جابر الجزائري .
مودتـــــــ العنــود smile ــــــــي
انتظرونـــــيــ ........
مــخ ــــــــرج :
الحمـــد للـــه الــــذي أعطانــي ..... هـــذا الغـــلام الطيــب الأردان