مـــــدخ ــــلـ :
" اللهمـ بآعد بيننآ وبينـ خطآيآنآ كمآ بآعدتـ بينـ المشرقـ والمغربـ ,
اللهمـ نقنآ منـ خطآيآنآ كمآ ينقى الثوبـ الأبيضـ منـ الدنسـ , اللهـ اغسلنآ منـ خطآيآنآ بالمآء والثلجـ والبرد " ...
حادثــــــة شــقّ صــدره ....
عن أنس رضي الله عنه : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتاه جبريل عليه السلام وهو يلعب مع الغلمان , فأخذه فصرعه فشق عن قلبه , فاستخرج القلب واستخرج منه علقة , فقال : هذا حظ الشيطان منك . ثم غسله في طست من ذهب بماء زمزم , ثم لأمه في مكانه . وجاء الغلمان يسعون إلى أمه , فقالوا : إن محمدا قد قتل . فاستقبلوه وهو منتقع اللون . قال أنس : وقد كنت أرى أثر ذلك المخيط في صدره .
وعن عتبة بن عبد السلمي أنه حدثهم أن رجلا سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : كيف كان أول شأنك يا رسول الله ؟ قال : كانت حاضنتي من بني سعد بن بكر , فانطلقت أنا وابن لهم في بهم لنا , ولم نأخذ معنا زادا . فقلت : يا أخي , اذهب فاتنا بزاد من عند أمنا , فانطلق أخي ومكثت عند البهم , فأقبل طيران أبيضان
كأنهما نسران , فقال أحدهما لصاحبه : أهو هو ؟ قال : نعم . فأقبلا يبتدراني فأخذاني فبطحاني إلى القفا , فشقا بطني , ثم استخرجا قلبي , فشقاه فأخرجا منه علقتين سوداوين , فقال أحدهما لصاحبه : ائتني بماء ثلج فغسلا به جوفي , ثم قال : ائتني بماء برد فغسلا به قلبي , ثم قال : ائتني بالسكينة , فذراها على قلبي , ثم قال أحدهما لصاحبه : اجعله في كفه , واجعل ألفا من أمته في كفه , فإذا أنا أنظر إلى الألف فوقي , أشفق أن يخر علي بعضهم , فقال : لو أن أمته وزنت به لمال بهم , ثم انطلقا وتركاني , وفرقت فرقا شديدا , ثم انطلقت إلى أمي , فأخبرتها بالذي لقيته , فأشفقت علي أن يكون ألبس بي , قالت : أعيذك بالله , فرحلت بعيرا له فجعلتني على الرحل , وركبت خلفي حتى بلغنا إلى أمي , فقالت : أو أديت أمانتي وذمتي , وحدثتها بالذي لقيت , فلم يرعها ذلك , فقالت : أمي رأيت خرج مني نور أضاءت منه قصور الشام . ولهذا الحديث شواهد تبلغ الصحة والحسن .
كفـــــلاء الحبيــــب محمــد صلى الله عليه وسلم وحاضنتــــه ......
لقد عادت بالحبيب صلى الله عليه وسلم مرضعته حليمة السعدية لتكفله أمه آمنة , ويرعاه جده عبد المطلب , والله تعالى كاليء الكل وحافظهم , وبهذا كانت آمنة الوالدة أول كافل للنبي صلى الله عليه وسلم في صباه , وشاء الله تعالى أن تخرج آمنة بغلامها الزكي النقي الطاهر إلى يثرب ( المدينة المنورة ) لتزيره أخواله من بني عدي بن النجار إذ هم أخوال أبيه , وخال الأب خال الابن , لأن أم عبد المطلب والد عبد الله هي سلمى بنت عمرو النجارية . ولما وصلت آمنة الأبواء _ عائدة من المدينة إلى مكة _ أدركتها المنية فماتت بها , وحضنت الحبيب محمدا الغلام اليافع مولاة أبيه أم أيمن بركة _ باركها الله ورضى عنها _ إنها أن أسامة حب رسول الله صلى الله عليه وسلم ابن حبه زيد بن حارثة مولاه _ رضي الله عنه و أرضاه _ , فوصلت به حاضنته أم أيمن مكة المكرمة , فسلمته إلى جده عبد المطلب فكفله , فكان ثاني الكفلاء لرسول الله صلى الله عليه وسلم , ولقد لقى محمد الغلام الطاهر من الحفاوة والتكريم و الإجلال و التقدير من جده الكفيل وا لا يقادر قدره , ولا يعرف مداه .
ومات الجد الرحيم والكافل الكريم , وسن النبي صلى الله عليه وسلم ثماني سنوات ليكفله _ بوصية خصوصية من عبد المطلب _ عمه أو طالب وهو شقيق أبيه , فكان أبو طالب ثالث الكفلاء لرسول الله صلى الله عليه وسلم في صباه , وما زال في كفالته حتى بلغ سن الرشد , ثم لازمه أبو طالب العم الكفيل فلم يتركه ولم يسلمه لقريب ولا لبعيد حتى قبضه الله في السنة الحادية عشرة من البعثة النبوية العظيمة . ومات أبو طالب _ مع الأسف _ على غير ملة الإسلام لما سبق في قضاء الله تعالى أنه يموت غير مسلم , ولا راد لما قضى الله .
سنتكلم في الجزء القادم عن مظاهر الكمال عند الرسول صلى الله عليه وسلم قبل نبوته ......
محبتكـــــمـ : العنود smile .
مــخ ــــــرجـ :
" اللهمـ بآعد بيننآ وبينـ خطآيآنآ كمآ بآعدتـ بينـ المشرقـ والمغربـ ,
اللهمـ نقنآ منـ خطآيآنآ كمآ ينقى الثوبـ الأبيضـ منـ الدنسـ , اللهـ اغسلنآ منـ خطآيآنآ بالمآء والثلجـ والبرد " ...