مــــــــدخ ــــــــل ::
اللهمـ صليـ وسلمـ على نبيـ هذهـ الأمة وهآديهآ ...
:: دنــــــو ساعـــــة طلـــــوع الشمـــــس المحمديـــــــة ::
لقد بلغ الحبيب الآن الأربعين من عمره صلى الله عليه وسلم , و أخذت ساعة طلوع الشمس المحمدية تقترب , وها هو ذا صلى الله عليه وسلم _ إن غدا لحاجة أو راح _ لا يمر بشجر أو حجر إلا قال له : السلام عليك يا رسول الله , فيلتفت حوله يمينا وشمالا فلا يرى أحدا سوى الشجر والحجر يسلم عليه . فكانت هذه مقدمة الإنباء العظيم .
:: طلــــــــوع الشمـــــــس المحمديـــــــــة ::
وفي ليلة الاثنين من شهر ربيع الأول , طلعت الشمس المحمدية , حيث صار لا يرى رؤيا _ في ليله ولا نهاره _ إلا جاءت كفلق الصبح وهذا الزهرى _ يروى عن عروة عن خالته عن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها و أرضاها _ قولها : إن أول ما بدىء به رسول الله صلى الله عليه وسلم من النبوة _ حين أراد كرامته ورحمة العباد به _ الرؤيا الصادقة , لا يرى رسول الله صلى الله عليه وسلم رؤيا في نومه إلا جاءت كفلق الصبح , قالت : وحبب إليه الخلوة , فلم يكن شيء أحب إليه من أن يخلو وحده . واختار صلى الله عليه وسلم لخلوته المحببة إليه جبل حراء _ وهو أحد جبال مكة المطلة عليها _ فكان يخلو به مجاورا فيه , يتحنث _ أي يزيل الحنث عنه _ وهو ما يراه ويسمعه من الشرك والباطل بين أفراد قومه من قريش .
:: اتصــــــال الأرض بالسمـــــــــــاء ::
في ليلة من ليالي رمضان المبارك _ ولعلها السابعة عشرة منه _ نزل عليه جبريل عليه السلام يحمل بشرى النبوة تمهيدا لحمل الرسالة إلى الناس كافة .
وها هو ذا إمام المحدثين البخارى ( رحمه الله تعالى ورضى عنه ) يروى لنا عن أمنا عائشة _ رضي الله عنها _ قصة بدء الوحي . إذ تقول : أول ما بدىء به رسول الله صلى الله عليه وسلم الرؤيا الصالحة في النوم . فكان لا يرى رؤيا إلا جاءت مثل فلق الصبح , ثم حبب إليه الخلاء , فكان يخلو بغار حراء , فيتحنث فيه _ وهو التعبد _ الليالي ذوات العدد قبل أن ينزع إلى أهله , ويتزود لذلك , ثم يرجع إلى خديجة , فيتزود لمثلها حتى جاءه الحق وهو في غار حراء .
فجاءه الملك فقال : اقرأ , قال : " ما أنا بقاريء " . قال : " فأخذني فغطني حتى بلغ مني الجهد , ثم أرسلني فقال : اقرأ , فقلت : ما أنا بقاريء . فأخذني فغطني الثانية حتى بلغ مني الجهد , ثم أرسلني , فقال : اقرأ . فقلت : ما أنا بقاريء , فأخذني فغطني الثالثة ثم أرسلني , فقال : ( اقرأ باسم ربك الذي خلق * خلق الإنسان من علق * اقرأ وربك الأكرم * الذي علم بالقلم * علم الإنسان ما لم يعلم ) .. [ العلق : 1 _ 5 ] .
فرجع بها رسول الله صلى الله عليه وسلم يرجف فؤاده , فدخل على خديجة بنت خويلد فقال : " زملوني .. زملوني " فزملوه حتى ذهب عنه الروع . فقال : _ لخديجة بعد أن أخبرها الخبر _ : " لقد خشيت على نفسي " فقالت : كلا والله ما يخزيك الله أبدا , إنك لتصل الرحم وتحمل الكل , وتكسب المعدوم , وتقري الضيف وتعين على نوائب الدهر .
:: أشعـــــة الشمــــس المحمديـــــة تضـــيء دار خديجـــة وتطلــــــع علـــى ورقــــة بــن نوفـــــــل ::
ما إن جاء صلى الله عليه وسلم خديجة وقص عليها حتى قالت له : أبشر يا ابن عم فوالذي نفس خديجة بيده , إني لأرجو أن تكون نبي هذه الأمة , ثم جمعت عليها ثيابها , وانطلقت به إلى ورقة بن نوفل ابن عمها , وكان قد تنصر و قرأ الكتب وسمع من أهل التوراة و الإنجيل , وقالت : يا ابن عم , اسمع من ابن أخيك . فقال له ورقة : يا ابن أخي ماذا ترى ؟ فأخبره الحبيب صلى الله عليه وسلم خبر ما رأى , فقال له ورقة : هذا الناموس الأكبر الذي أنزل على موسى , يا ليتني فيها جذع , ليتني أكون حيا اذ يخرجك قومك . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أو مخرجي هم ؟ " قال ورقة : نعم , لم يأت رجل قط بما جئت به إلا عودي , و إن يدركني يومك أنصرك نصرا مؤزرا .
وحمل خديجة حرصها على تجلي الحقيقة ومعرفة الأمر على حقيقته ليكون إيمانها بعلم ويقين , فأجرت الإختبار التالي :
فقالت لرسول الله صلى الله عليه وسلم : يا ابن عم , هل تستطيع أن تخبرني بصاحبك هذا الذي يأتيك إذا جاءك ؟ قال : " نعم " . قالت : فإذا جاءك فأخبرني , فجاءه جبريل _ عليه السلام _ كما كان يجيئه , فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لخديجة : " يا خديجة , هذا جبريل قد جاءني " قالت : قم يا ابن عم فاجلس على فخذي اليسرى , فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم , فجلس على فخذها اليسرى , قالت : هل تراه ؟ قال : " نعم " قالت : فتحول فاجلس على فخذي اليمنى , فتحول وجلس وقالت : هل تراه ؟ قال : " نعم " قالت : فاجلس في حجري , فتحول فجلس في حجرها , قالت : هل تراه ؟ قال : " نعم " . فتحسرت و ألقت خمارها _ ورسول الله صلى الله عليه وسلم جالس في حجرها _ ثم قالت : هل تراه ؟ قال : " لا " , قالت : يا ابن عم , اثبت و أبشر , فوالله إنه ملك , وما هذا بشيطان .
وبهذا كانت خديجة أول من استضاء بنور النبوة المحمدية و أول من آمن برسول الله صلى الله عليه وسلم والوحي الذي جاءه , كما أن ورقة كان من الفائزين بالأسبقية لولا أن المنية اخترمته فلم يشهد ضحى الشمس المحمدية .
وصلـــــى اللــــه وسلــــــم على نبينـــــا مــا ذكـــره الذاكــرون وغفـــل عنــه الغافلـــون ...
مخ ــــــــرج ::
اللهمـ صليـ وسلمـ على نبيـ هذهـ الأمة وهآديهآ ...
::: فــــيـ حفــــظـ الرحمــــــنـ ^ _ ^ :::