[صرخة الصمت]

الصمت ..
تلك الكلمة التي قفزت إلى ذهني ذات يوم وأنا لتو أفتح عيناي بعد نوم عميق...
نعم... الصمت...

نهضت من سريري وإتجهت نحو دورة المياه وأنا أسير في صمت..
أخذت أحثو المياه البارده على رأسـي و وجهي ...
نظرت في المرأة .. لاشي سوى الصمت ..

حاولت أن أعيش تجربة فريده في حياتي ..
يوم بدون كلماااات ...
لاأريد أن أستمع لأي شئ .. ولا أريد أن أتحدث..
ترى هل أستطيع ؟؟؟

كثيراً ما أشعر بأن صوتي مزعج .. ...
إلا أنني دائماً أتحدث...
لكني اليوم سأصمت...

سأحاول أن اُ صغي إلى الصمت..
تلك السمفونيه الرائعه التي تعبر عن اللاوجود ..
كرهت لحظتها أن أستمع الي اي شئ..

لكن ....

تكـ .. تكـ .. تكـ.. تكـ .. تك

خطى عقارب الساعه إخترقت اُذني..
كم أحسست بأنها عاااااليه جدا بالرغم من أنني لم أسمعها قبلاً...
تك..تك..تك..تك..تك..تك..تك.... لاتتوقف أبداً

تذكرت لحظتها أيام عمري فهي أيضا لاتتوقف ....
واليوم الذي يتك... عفوا يمضي لا يرجع ابداً....

انتزعت البطاريه من قلب الساعه وتركتها ساااكنه بلا حياااه ...
ماتت ... هكذا خطر لي حينهاااا..


أصغيت بتمعن أكثر الى نفسي ..
أنفاسي تتلاحق مابين شهيق وزفير ...
ودقات قلبي تتسارع .. وتعود لتسير ببطئ ومنثما تنتظم ...

صوت الهدوء ........

أمسكت يقلمي وأجريته على صفحة دفتري فأحدث صريراً مزعجاً لم أسمعه يوماً ..

ألهذه الدرجه نعيش في فوضى وصخب ؟!!!!
لدرجة أننا لا نسمع أقرب الاشياء الينا ؟؟

تسألت ....

كيف لم أستمع يوماً الى دقات قلبي ..
تلاحق أنفاسي...
خطى عقارب الساعه..
وصرير قلمي ...
أشياء كثيره كانت قريبة مني ..
لكني لم أسمعها أبداً .. ولم أشعر بها قبلاً ...

هكذا نحن ..
نتجاهل وننسى أقرب الأقربين إلينا في خضم الحياة .. وصخب الأيام .. وفوضى اللامبالاة..

فلنجرب ...
ولنصمت ...

لنستمع إلى عقارب الساعه .. دقات القلب .. تلاحق الأنفاس .. وصرير القلم ..
وأشياء كُثر .......
ولنعطي أنفسنا حقها ..
ولنستمع إلى المقربين إلينا قبل فواات الآوان..

شو رايكم بهاذي الحركه جربو ساعه راح تسمعون اصوات من زمان عنها