بسم الله الرحمن الرحيم
حلم طالما راودني , كنت أراه بعيدا , فإذا هو يوشك أن يكون قريبا ......
رأيتني في حلمي , أعتلي عتبات المسجد الأقصى ويداي تشدان يدي والديّ , لنلج
فناء المسجد المبارك , ونسعد بصلاة هانئة في جنباته .
نعم , والديّ واللذان أرغب صحبتهما في الحياة والممات . فكم من حلم في الطفولة
والصبا أصبح واقعا ببركتهما .
الحوار حول الحلم , دائر بيني وبين والدي الذي ما فتئ يردد ومع قرب الإجازة
الصيفية : " نريد زيارة بلاد الشام في هذا الصيف ". وأجيبه : " سنفعل بإذن الله ,
وسنزور بلاد الشام مرورا , ومرادنا الأرض المباركة " . ستفتح بإذن الله ويفك قيد
المسجد الأسير وسيتحقق الحلم , فهذا موعود الله ولكن من سيدفع بهذا الموعود
فيعجله ؟
من سيكسر الطوق ويفك القيد ؟
من سيكون مددا للطائفة المنصورة والتي تعيش في بيت المقدس وأكناف بيت المقدس ؟
من سيبعث بزيت يسرج في قناديل المسجد الأقصى لينار طريق العودة وتتحدد معالمه؟
من سيقف دون ضياع فلسطين حتى لا تصبح أندلسا أخرى ؟
ستجدين الإجابة وافية في كتاب : " لن تضيع فلـــــسطين ................كيف ؟؟ للدكتور
راغب السرجاني .
وفي الأيام التالية سأضع بين يديك بإذن الله الكتاب على مراحل .
وقبل أن أتركك مع مقدمة الكتاب , أرجو أخذ الكتاب بحقه , ومن حقه بذل الجهد لتنفيذ
ماورد فيه والسعي لنشره , والله نسأل تسديد الخطى وقبول العمل .
المقدمة : " الدور المنوط بنا حتى لا تصبح فلسطين اندلسا أخرى ؟
أنا في هذا الكتاب لا أخاطب الحكومات والهيئات الرسمية..
أنا أخاطب عموم المسلمين الغيورين على القضية..
أخاطب الطبيب والمهندس والمحامي ورجل الأعمال..
أخاطب النجار والحداد والعامل والفلاح..
أخاطب أستاذ الجامعة كما أخاطب الطالب..
أخاطب العلماء كما أخاطب الرجل البسيط الذي لا يحسن القراءة والكتابة ولكن فقط..
يتألم.. لفلسطين.
أنا – أيها المسلمون- أخاطب عموم المسلمين الذين ليس في أيديهم قرار تسيير
الجيوش, ولا قطع العلاقات, ولا غلق السفارات, ولا وقف التطبيع, ولا محاكمة
شارون, ولا وحدةُ قادة المسلمين..
يقول الله عز وجل: [لا يكلف الله نفسًا إلا وسعها] {البقرة: 286}.
نحن في هذا الكتاب نحاول أن نضعَ أيدينا على هذا الوُسع.
أنا أريد منك ستة أدوار.. ستة واجبات، إذا فعلتها على الوجه الأكمل كنت ممن أدى
حقَ فلسطين.. وكنت مساهمًا في تحريرها.. وكنت مستنفذًا لوسعك وطاقتك, ويوم
القيامة تقول.. يا رب.. تألمت لفلسطين ففعلت كذا وكذا, وهذا ما كنت أملك.. مع العلم
أنني في هذا الكتاب لا أخاطب إخواننا المجاهدين المرابطين في أرض فلسطين, فإن
عليهم دورًا يسبق كل هذه الأدوار وهو الجهاد في سبيل الله.. فلا شيء يعدلُ الجهادَ
ضد اليهود.. نسأل الله لهم الثبات والإخلاص..
الواجب الأول:: فهم القضية فهمًا صحيحًا وتحريكها بين الناس بسرعة.
الواجب الثاني: قتل الهزيمة النفسية وبث الأمل في عودة اليقظة للأمة الإسلامية.
الواجب الثالث: بذل المال قدر المستطاع وتحفيزُ الناس عليه.
الواجب الرابع: المقاطعة الاقتصادية الشاملة والكاملة لكل ما هو يهودي أو أمريكي
أو إنجليزي أو من أي دولة أو شركة تؤيد اليهود بسفور.
الواجب الخامس: الدعاء المستفيض اللحوح لله عز وجل.
الواجب السادس: إصلاح النفس والمجتمع.