19-06-2008, 11:21 PM
|
#14
|
المندوبة الإعلامية للمركز الصيفي الثقافي السادس للبنات بالعيون
تاريخ التسجيل: 19-09-2007
الدولة: <<قلب أمــــــي
المشاركات: 4,335
معدل تقييم المستوى: 22
|
رد : << شمس الامل >> ابنة غزة توافيكم بانباء اهلنا هناك
لاأخفيكم بأن ماستقرؤنه الان سوف يدمي قلوبكم قبل أعينكم
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
اخواتي العزيزات بنات احلى موسوعه ، حقيقة لااقدر ان اوصف لكم مدى السعاده التي غمرتني وانا اقرا ردودكن والله اني أحسست ان جروحنا تلتأم فبارك الله في مسعاكن وجعله في ميزان اعمالكن واخص باالذكر الاخت الفاضله كسره ملح التي قامت بتخصيص هذا الموضوع لمعرفه اخبار اهل غزه
هاانا اطل عليكم من جديد وأرجو ان تعذروني ............ نعم ، أعتذر ولا أدري على ماذا أعتذر . لكن شوقي لأخواتي يضعني في دائرة الشعور بالتقصير رغم أنه كان خارجا عن إرادتي .
في الحقيقة ، أن إنتمائي لهذا المنتدى الطيب جعل مني مسلمة حريصة على ثغر من ثغور ديني الحنيف حتى أكون عينكم الثاقبة لأهلنا في قطاع غزة لأنقل لكم صورتنا على أكمل وجه حتى تغيثونا بدعواتكن الطيبة التي هي أشد من سطوة السيف على رقاب أعدائنا فوالله يا أخواتي لو وصفت لكن ماوصفت لن ولن أستطيع نقل الحدث بكل تفاصيله المريرة ولن أستطيع أن أجمع كل مالدي لتتابع الأحداث التي تتزاحم في تأريخها ، والمهم أن كل حادثة تكون أعصب من التي سبقتها والله المستعان فبالأمس كان ابن عمي في منزلنا شهيد واليوم ابن خالي قد أصيب وأعتقل على يد مجموعة من القوات الخاصة الصهيونية أثناء رباطه في صقيع الليل على حدود قطاع غزة وابن جارنا من اسبوع وهو جريح وكل يوم كانت حالته تتأزم أكثر فأكثر لعدم وجود العلاج اللازم وفراغ المستشفيات وفقدان جميع المستلزمات الطبية التي تساعده في الخروج للعلاج في الخارج حتى يكتب الله له الشهادة بإذنه تعالى فأقسم بالذي رفع السماء بلا عمد أن ماحصل في بلدتنا الآونة الأخيرة لم يكن يشعرنا بالجوع ولا بالصقيع ولا بعتمة الليل القاحلة من شدة ماواجهنا من مصائب ومن نكبات فحين يصلى في المسجد على كل فرض شهيد فإن ذلك خير دليل على مرارة هذه الحياة وعدم الشعور بأنا حقا مع الأحياء أم مع الأموات لإنا نموت في اليوم والليلة ألف مرة .
فأنا عن نفسي قد وجدت منفذا أستطيع أن أفرج عن نفسي فيه بدلو كل مالدي من هموم إلى أخواتي في هذا المنتدى فأستطيع أن أصف لكم حالتنا هنا بشكل أوضح وقليل من التفصيل فعندما يغط الليل تبدأ نبضات قلبي تزيد لإني بعد قليل سأودع أخوتي الذين سيتوجهون للرباط على الحدود خشية من أي إجتياح يهدد بلدتنا ولا أريد أن أطول في تفاصيل هذا الوداع المؤلم الذي لا أءمل بعده لقاء معهم وطوال فترة الليل لاتنقطع أنّات الأمهات التي يبتن على سرائر أولادهن المصابين والجرحى الذين لم يبقى لهم سبيل إلا دعوات أمهاتهم الحنونات اللاتي لم ييأسن من رحمة الله في فلذات أكبادهن وأما عن الأطفال الذين قطع عنهم العلاج حتى التطعيمات الطبية والحليب ونفذ عنهم جميع سبل العيش حتى يكون صياحهم في ظلمة الليل المعتمة في قطاع غزة وكأنه صوت النذير لهلاك هذا القطاع بمن فيه ، والله إنها لمأساه حقيقة أعيشها مع من حولي ، وفي كل صباح نستيقظ على التكبيرات والتهليلات التي تضج بالمنطقه بفقدان بلدتنا شهيدا يتلوه شهيد حتى أقضي أنا يومي كله في تقديم التعازي وتبادل المواسات مع وجوه قد تشابهت في شقائها واختلفت في شكلها ،
فنداءاتنا وصرخاتنا وأنا تنا في هذه الفترة لم تكن كفيلة أن تيقظ هذه الأمة والله إني يإست منها تماما ولم أءمل فيهم أي خير لكن في النهاية كان لابد من استجابة من خالق هؤلاء الضعفاء وتطمينهم بأني معكم إن ترككم عبادي لأن في نظري ما كان إلا ابتلاء لكل هذه الأمة بأكملها وليس فقط لأهلنا في غزة حتى يعطينا ثمرة صبرنا بسواعدنا حين يشق أهل غزة كل الحدود وينطلق إلى أقرب عرق عربي له قائلين لهم بكل لهفة الأخوة : ( إن لم تستطيعوا أن تأتو لنجدتنا ولقائنا فنحن قادمون لذلك ) .
نعم والله إنها كانت لحظات الفرج وفك الكربات تضميد الجراح وانفراج الإبتسامات لتنطلق جحافل أهلنا هنا بعد أن قدموا أغلى مايمتلكون من نسائهم وأطفالهم دروعا بشرية أمامهم للجيش المصري قاهرين كل مايذلهم وتكون هذه اللحظات لحظات عز وفخر لنا في كسر جزء يسير من هذا الحصار بأيدينا يقتصر بجلب الأطعمة والطحين والخبز والماء والوقود والغاز .
لكن من أبرز ما حدث خلال اليومين الذي فتحت فيها الحدود بيننا وبين مصر كان هناك أصرار مفاجئ لأحدى أعمامي النازحين والمغتربين عن أرضنا أحدهم في الأردن والأخر في يوغسلافيا حيث أنهم ممنعوعون أمنيا من الدخول إلى قطاع غزة منذ أربعين عاما أي منذ نكبة حرب 67 فاستهل عمي الذي كان في الأردن هذه الفرصة الذهبية في المجيء إلينا ورؤية أمه وإخوته وأقاربه وكل أحبائه .
فالمحزن في الأمر أن عمي قد أبعد من بلده وهو شابا يافعا وعمره حوالي 22 عاما حتى يعود إليها وقد اشتعل رأسه شيبا ولم يعد يتذكر لا قريب ولا بعيد فبقدر ماكانت حلته علينا مفرحة بقدر ماكانت محزنة ومؤلمة له لإنه لا يستطيع أن يترك أبناءه وأهله في الأردن ولو استطاع اصطحابهم لفعل ذلك فلم يعد يسأل إلا عن المفقودين وينظر إلى الموجودين أملا في لقائهم من جديد لإنه لا يستطيع أنا يبقى إلى يوم واحد ومن ثم يرحل إلى الأردن خوفا من إغلاق المصريين للحدود . وهو في هذا المساء سيرحل من جديد .
وسامحوني على الأطالة لأني في الحقيقة اغتنمت فرصة الكهرباء التي تأتينا في النهار فقط ساعة .
في الختام لا تنسونى من دعواتكن الطيبة وأجدد شكري وامتناني لكن على مجهودكن في هذا المنتدى في تضميد جراحنا في غزة ولكن مني كل الشكر والتقدير ولا أقول لكم وداعا بل إلى اللقاء بإذنه تعالى فنحن هنا نيقن أن أعمارنا حقا بيد الله وإن طال بعدي عنكم ولم تروني فهذا خطي فتذكروني ...........
أختكم المحبة لكم : شمس الأمل
<<ولكم مني راح احاول انقل ردودكم ليشعروا باننا معهم
__________________
|
|
|