تاريخ التسجيل: 22-08-2007
الدولة: في قلب بابا
المشاركات: 3,112
معدل تقييم المستوى: 22
|
رد : ღ ღ ذآكـ رسولـ اللهـ ღ ღ ذآكـ حبــيــبــيــ ღ ღ
[align=center]
~( آلـــــــــــزهـــــــــد آلمحمـــــــــــدي )~
إن المراد بالزهد الزهد في الدنيا , و ذلك بالرغبة عنها , و عدم الرغبة فيها , و ذلك بطلبها طلبا لا يشق , و لا يحول دون أداء وآجب , و سد باب الطمع في الاكثار منها و التزيد من متاعها , و هو ما زاد على قدر الحاجة , و كان صلى الله عليه و سلم يقول :
" ازهد في الدنيا يحبك الله , وازهد فيما عند الناس يحبك الناس " و قد كان صلى الله عليه وسلم أزهد الناس في الدنيا , و أقلهم رغبة فيها حتى كان الزهد خلقا من أخلاقه الفاضلة و سجية من سجاياه الطيبة الطاهرة .
و المواقف اللآتية تدل على ذلك و تشهد له و تقرره :
* قوله صلى الله عليه و سلم في الصحيح : " لو كان لي مثل أحد ذهبا لما سرني أن يبيت عندي ثلاثا إلا قلت فيه هكذا و هكذا إلا شيئا أرصده لدين " . فهذا أكبر مظهر للزهد الصادق الذي كان الحبيب صلى الله عليه و سلم يعيش عليه و يتحلى به .
* قوله صلى الله عليه و سلم لعمر _ و قد دخل عليه فوجده على فراش من أدم حشوه ليف _ فقال : " إن كسرى و قيصر ينامان على كذا و كذا , و أنت رسول الله تنام على كذا و كذا , فقال له صلى الله عليه و سلم : " مالي و للدنيا يا عمر ,
و إنما أنا فيها كراكب استظل بظل شجرة , ثم راح و تركها " .
فكان هذا أقوى مظهر من مظاهر الزهد المحمدي الصادق .
* عرض عليه ربه تعالى أن يحول له الأخشبين ذهبا و فضة , وذلك بعد عودته من الطائف جريحا كئيبا حزينا , فقال : " لا يارب , أشبع يوما فأحمدك و أثني عليك , و أجوع آخر , فأدعوك و أتضرع إليك " .
* و أكبر مظهر لزهده صلى الله عليه و سلم في الدنيا سؤاله المتكرر : " اللهم آجعل قوت آل محمد كفافا " . و في لفظ : " قوتا " أي بلا زيادة ولا نقصان . و كان يقول : " قليل يكفي خير من كثير يلهي . و ما قلّ و كفى خير مما كثر و ألهى أو أطغى " .
* قول عائشة رضي الله عنها مات رسول الله صلى الله عليه وسلم و مافي بيت شيء يأكله ذو كبد إلا شطر شعير في رف لي . و قد قبض رسول الله صلى الله عليه و سلم و درعه مرهونة عند يهودي في ثلاثين صاعا من شعير .
و بالتأمل في هذه المواقف تتجلى الحقيقة واضحة و هي أن الزهد الحق كان خلق النبي الحبيب صلى الله عليه و سلم . و هو القائل : " الدنيا دار من لا دار له , و مال من لا مال له , ولها يجمع من لا عقل له " .
فصلّ اللهم و بارك و سلّم على عبدك و رسولك أزهد الزهّاد , و أفضل العبّاد إلى يوم التلاقي و الميعاد .
~( آلحيـــــــــــــآء آلمحمـــــــــــدي )~
إن الحياء خلق فاضل فاقده لا خير فيه , إذ هو من الإيمان , و هو خير كله . و حقيقته : أنه تغير يسببه الخوف مما يكره قوله أو فعله , أوم يذم عليه . و يظهر أثره في احمرار الوجه , و ترك ما يخشى معه الذم و الملامة و هو في المرأة بمنزلة الشجاعة في الرجل ,
أي كما أن الشجاعة محمودة في الرجل أكثر ما هي محمودة في المرأة , فكذلك الحياء هو في المرأة محمود مما هو في الرجل . و مع هذا فهو خلق فاضل و كريم , قال فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم : " الحياء من الإيمان " , و قال : " الحياء كله خير " ,
" و الحياء لا يأتي إلا بخير " , " و الحياء شعبة من الإيمان " في أحاديث صحاح .
و من مظاهر الحياء المحمدي التي يتجلى فيها بوضوح ما يلي :
* قوله تعالى : ( إن ذلكم كان يؤذي النبي فيستحيي منكم و الله لا يستحيي من الحق ) [ الأحزاب : 53 ] . فهذه شهادة الله تعالى لرسوله صلى الله عليه وسلم بالحياء وكفى بها شهادة .
* رواية الشيخين عن أبي سعيد الخدري _ رضي الله عنه _ و فيها قال : كان رسول الله صلى الله عليه و سلم أشد حياء من البكر في خدرها , و كان إذا كره شيئا عرفناه في وجهه .
* قول عائشة _ رضي الله عنها _ : كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا بلغه عن أحد ما يكره , لم يقل ما بال فلان يقول كذا ؟ و لكن يقول : " ما بال أقوام يصنعون أو يقولون كذا " , ينهى و لا يسمى فاعله .
* قول أنس بن مالك _ رضي الله عنه _ في رواية أبي داود قال : دخل رجل على النبي صلى الله عليه وسلم به أثر صفرة , فلم يقل له شيئا , و كان لا يواجه أحدا بمكروه , فلما خرج قال : " لو قلتم له يغسل هذا " أي أثر الصفرة في الثوب .
* رواية البخاري عن عائشة _ رضي الله عنها _ قالت : لم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم فاحشا و لا متفحشا و لا سخابا في الإسواق و لا يجزي بالسيئة السيئة , و لكن يعفو ويصفح . و هذا وصفه في التوراة أيضا كما رواه عبدالله بن سلام _ رضي الله عنه _ .
* و كان صلى الله عليه و سلم من شدة حيائه لا يثبت بصره في وجه أحد , و يكنى عما أضطره الكلام إليه مما يكره و لا يصرح به .
* قوله عائشة _ رضي الله عنها _ : " ما رأيت من رسول الله صلى الله عليه و سلم و لا رأى مني " أي من العورة .
كانت هذه مظاهر حيائه صلى الله عليه وسلم و شواهده , و فيها كفاية لمن أراد أن يأتسى به صلى الله عليه وسلم في حيائه , و في سائر أخلاقه , فقد جعله الله تعالى أسوة المؤمنين فقال تعالى في آية من كتابه : ( لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة ) [ الأحزاب : 21 ] .
~( لكــــــــــــ محبتي و ودي ـــــــــــم )~
 [/align]
|