هذا مقال نشرته لي جريدة الرياض بالأمس يناقش ظاهرة المكاتب المشبوهة التي تمنح الماجستير والدكتوراه ويبقى كل ما طرحته في المقال وجهة نظر قابلة للخطأ لذا يسعدني سماع آرائكم حول هذه الظاهرة سواء كانت اتفاقا أو اختلافا.
دكتوراه بطعم الليمون!
مسفر ناصر القحطاني
لا أدري لماذا لم تتفتق أذهان أصحاب المكاتب التي انتشرت مؤخرا في بلادنا والتي تقوم بالترويج لمن يرغب في تعاطي الشهادات العلمية من ماجستير ودكتوراه مما ساهم في تفريخ العشرات بل المئات ممن يحملون شهادة الماجستير والدكتوراه والتي لا تعترف بها وزارة التعليم العالي في المملكة ممن لا طعم لها ولا لون ولا رائحة، أقصد أن الدكاترة افراخ هذه المكاتب يفتقدون الطعم واللون والرائحة العلمية والفكرية، فما يمر يوم الا وتسمع ان فلانا حصل على شهادة الدكتوراه ويزداد عجبك اذا كنت تعرف ان فلانا لا ناقة له في البحث العلمي ولا جمل فتقول لعل الله فتح عليه فتسأله ببراءة يادكتور ما المنهج الذي قام عليه بحثك؟ فيرد سريعا اي منهج ثم يستدرك.. ايه المنهج.. نحمد الله على منهج الكتاب والسنة فتقول في نفسك محسنا الظن به لعل تنوع البحوث وأساليبها يكون عذرا فتسأله ببراءة لا تقل عن البراءة الأولى ما ابرز النتائج والتوصيات التي تضمنها بحثك يرد وقد اعتراه شيء من الضيق اي وصايا، عندها تتأكد ان معرفة موضوع ومضمون البحث ونتائجه وتوصياته ليس شرطا من شروط الحصول على الدكتوراه عند هذه المؤسسات والرائع الجميل ان هذه المكاتب تجرم وتحرم على موظفيها كلمة (لا) للزبون عفوا الباحث الا عندما يطلب مهلة في تسديد الرسوم.
عفوا نسيت (تتفتق) اقصد غاب عن أذهان هؤلاء ان الدكتوراه السادة (على وزن القهوة السادة) لن تكون كافية لارضاء الزبائن المتطلعين للتميز، فما قيمة أن أحصل على دكتوراه كالتي حصل عليها فلان وفلان لذا اتوقع في الأيام القادمة ان تسمع الكثير والكثير من العروض على سبيل المثال: نمنحك دكتوراه بطعم الليمون، او احصل على شهادتي دكتوراه وخذ الثالثة مجانا، او دكتوراه الحجم العائلي، أو احصل على دكتوراه + تقويم اسنان مجانا.. الخ ياسادة لقد كنا في وقت قريب نتهيب من حملة الدكتوراه فما ان يحمل احدهم هذه الشهادة الا ونمطره بنظرات الاعجاب والتقدير حتى تدافعت علينا جموع دكاترة المؤسسات والمكاتب المشبوهة لذا لم يحظ الدكاترة الحقيقيون الجدد منا بتلك النظرات التي فاز بها أسلافهم.