30-10-2008, 10:28 PM
|
#7
|
تاريخ التسجيل: 23-11-2007
الدولة: الأحساء
المشاركات: 355
معدل تقييم المستوى: 18
|
رد : صديقي العزيز (الفشل)
شكرا لجميع المداخلات الرائعة( أبو طوبى وإحساس طفلة ورحيل)
لعل من الأمور الجديرة بالتأكيد أن النفس البشرية مجبولة على حب النجاح وكراهية الفشل ولكن لما كان الفشل حقيقة وواقع لايخلو منه بشر بل قد يمتد الى غيرهم ....لذا فنحن أشد مانكون حاجة الى التعامل معه كحقيقة وواقع كما نتعامل مع الموت مثلا كحقيقة وواقع نقبله كارهين غير محبين له .
الرائع والجميل في الفشل أنه غالبا مرحلة من مراحل النجاح.....ولمعترض أن يقول وهل يشترط لكل نجاح أن يسبقه فشل.....الجواب ليس شرطا لكننا نتحدث عن ذلك الذي يبحث عن النجاحات المتعددة والأهداف المتنوعة لا عن صاحب الهدف الواحد والذي عليه يحيى ويموت .
كل ماكانت الأهداف متنوعة متفاوتة في صعوبة تحقيقها بل كلما كان الهدف كبيرا كانت احتمالية تحقيقه أقل وذلك لحاجته الى مهارة متقدمة في التخطيط والتنظيم والتأمل..كما أن المنافسين يكونون أعلى قدرة وأكثر همة وأعنف في المزاحمة وأقدر على الظفر بالمطلوب .
من الأهمية بمكان التفريق بين الفشل والفاشل .....فالفشل مرحلة من مراحل النجاح أو يصبح جزءا من ثقافة النجاح يعني لا يتوقف الناجح عندما يصطدم بجدار الفشل فلا يضرب رأسه بهذا الجدار فيهلك ولا يقضي وقتا طويلا من عمره يستظل بظل هذا الجداركما لا يسعى في تحطيمه وتحويله الى أنقاض بل يسعى في الاستفادة من مكونات هذا الجدار في مرحلته القادمة.
الفشل فرصة ليراجع كل واحد منا قدراته واستعداداته ومواطن الخلل في سيره فقد نكتشف أن الخلل نقص في الزاد أو قد يكون ضعفا في الراحلة أو قد يكون الهدف أكبر من صاحبه فيضيع العمر ركضا نحو سراب .
أما الفاشل فهو ذاك الذي يعاود هدفه بين حين وآخر طلبا في تحقيقه فيعود من حيث أتى والسر في ذلك أنه لايعرف لماذا فشل ؟ فيعود للمحاولة سالكا نفس الطريق ونفس المنهجية والنتيجة هي هي....يقول من خالط قلبه شيء من الحكمة " من الحمق أن تعود للشيء مرة ثانية بنفس الطريقة وتتوقع نتائج مختلفة"
أعرف شخصاأراد أن يحقق ترقية في وظيفته فدخل مسابقة في ذلك ثمان مرات ففشل وفي كل مرة يبرر فشله بعنصرية اللجنة تارة وبأن المرشحين معروفون سابقا وتارة هناك من يحاربه وتارةوتارة......التقيت به بعد فشله الثامن فوجدته منزعجا غاية الانزعاج بعد أن أخبره اللجنة بعدم نجاحه.....قلت له : ممكن أسألك من غير ماتزعل قال: أبدا قلت : لماذا فشلت ؟ قال : اللجنة عنصريون يريدون فئة خاصة قلت:رائع أفهم من كلامك أنه لم يرشح من قرابتك أحد...قال : لا رشحوا الكثير منهم...قلت أجل كيف عنصريون...سكت....قلت: قلت هل هناك سبب آخر قال: الأسماء معروفة قبل المقابلة....قلت: ولماذا تجري المقابلة وأنت تعرف أنك لست ممن رشح.....قلت : هل تعتقد أن هناك من يحاربك....رد بسرعة نعم اللجنة.....قلت يعرفونك قال :لا.....قلت : أنا أعرف من يحاربك وهو السبب في
فشلك في كل مرة....قام يفكر...قلت لاتذهب بعيدا.....أنت أنت ....نظر الي باستغراب قلت : نعم أنت الذي تدفع بنفسك الى الفشل دفعا.....هل قرأت كتابا يتعلق بمهام الوظيفة التي تسعلى اليها ؟ قال : لا....قلت هل سألت من نجح من زملائك كيف نجح ...قال :لا.....قلت: هل حاولت أن تترفع بثقافتك لتكون في مستوى الوظيفة التي تتقدم اليها.....لا لا لا...........قال: بس ياأستاذ هؤلاء أهل عنصرية ....ودعته وأنا أقول في نفسي صدقت فهم عنصريون يبحثون عن العنصر الجيد والصالح......وماأجمل العنصرية عندما تقوم على البحث عن عنصر الكفاءات وأصحاب القدرات الرائعة من غير اعتبار لجنس أو مذهب أو طبقية مقيتة.
تفبلوا تحياتي
|
|
|