ومن أنواع الرحمة.. الرحمة بجسدك.. كيف ذلك!؟
بأن تترك التدخين، فهل من المعقول أن ترحم الناس
وتنسى نفسك؟ نحن الان لا نتكلم في الحلال والحرام..
اننا نتكلم عن الرحمة بهذا الجسد بأن تمتنع عن التدخين.
بالله عليكم.. امتنعوا عن التدخين.
هناك مؤتمرات تقيمها وزراة الصحة لمحاربة التدخين،
فاني أناشدكم، وأطالبكم بكل مقترحاتكم لمحاربة التدخين،
فأنتم ثروة المجتمع، فهيا عاونوا المجتمع ليتخلص من
هذه العادة السيئة (التدخين).
.
.
ومن أنواع الرحمة.. الرحمة بالمسلمين المضطهدين في
بقاع الأرض.. في الشيشان.. في كشمير.. في فلسطين..
في الهند، فرحمتنا بهم أن ندعو لهم ليل نهار.. في كل وقت..
ليس في أيدينا الا هذا.
ومن رحمتنا بهم أن نكون موصولين بالله طائعين له، حتى
لا تتكرر هذه المآسي في اي بلد آخر.
.

هيا افتح لي قلبك..
آخر نوع من أنواع الرحمات التي نريد أن نطبقها في حياتنا؛
بل نجيدها: الرحمة بالناس أجمعين.. كيف ذلك!؟ ما عليك
الا أن تفتح لي قلبك الآن.. عامل الناس برقة، وحاول أن تنتهز
الفرص: تعطف على مسكين، تعفو عمن ظلمك، تبتسم
لولد فقير مسكين.. والله انها أشياء كثيرة تستطيع بها أن
ترحم الناس كل الناس، فهي من علامات رحمة لقلب،
أما جرّبت يوما أن تنزل ومعك بعض النقود لتعطيها لمسكين،
أما جرّبت وأنت في البيت تأكل طعاما طيبا، فمن رحمتك أنك
أخذت جزءا من هذا الطعام، ونزلت من بيتك لتعطيه لفقير..
ان من رحمتك بالناس أنك تبحث عن هذه الفرص.. انسان
يحتاج منك مالا فمن رحمتك به أن تفرّج عنه هذه الكربة..
قال صلى الله عليه وسلم:" من فرّج عن مؤمن كربة من
كرب الدنيا فرّج الله بها عنه كربة من كرب يوم القيامة"
رواه البخاري 2442 و6951 ومسلم 6521 والامام أحمد 2\92.
هيا.. ارحم الناس، اياك ان تضرب أحدا على وجهه،
نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ضرب الوجه
ولم يضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده خادما
ولا امرأة الا أن يجاهد في سبيل الله أو تنتهك حرمة من
حرمات الله فينتقم للله تعالى.. انه لم ينتقم لنفسه قط.
من رحمتك بالناس أنك تستر من أخطأ ولا تفضحه،
واياك أن تعرف نقطة ضعف صديقك وتذله بها، فان ذلك
كم دلائل قسوة القلب.
وعليك الرحمة بالناس في انتقاء الألفاظ معهم والتودد اليهم.
يقول أبو ذر: أمرني حبيبي رسول الله صلى الله عليه
وسلم أن أرحم المساكين وأجالسهم.
ومن رحمتنا بالناس ألا نعذب أحدا.. يقول صلى الله
عليه وسلم:" أشدّ الناس عذابا يوم القيامة أشدّهم
عذابا للناس في الدنيا".
ومن الرحمة بالناس: الرحمة بكبار السن، ايك أن تكون
جالسا في المواصلات وترى رجلا كبيرا أو امرأة كبيرة،
أو امرأة أيّا كانت، ولا تقوم فهذا ليس من الرحمة
يقول صلى الله عليه وسلم:" ما أكرم شاب شيخا
لسنه الا قيّض الله له من يكرمه عند سنّه". رواه الترمذي 2022.
وهكذا قد عرفت أنه لا بد أن نرحم الوالدين والأقارب
والأطفال والنساء، والخدم والجيران، والعصاة والمسلمين
المضطهدين والجسد والناس جميعا.
فهل بعد كل هذا ترحم الجميع وتنسى نفسك أن
ترحمها وتخاف عليها من دخول النار؟
فكيف ترحم نفسك؟ بأن تطيع الله عز وجل..
اسأل نفسك الآن: كم ستأخذ من عشرة؟ واحدا،
أم اثنين، أم خمسة، أم تسعة..؟
اخشى أن تكون قد رحمت الجميع وأدّيت حق الجميع،
ولكنك مقصّر في الرحمة بوالديك فهذه تكون الطامة الكبرى..
فبالله عليك ابدأ بأبيك وأمك ولا تنسهما
هنيئا لك رقة القلب ودمعة العين
انك لو طبقت كل هذه الرحمات وأجدتها واتقنتها
ستجد شيئا عجيبا ألا وهو.. أن دمعة عينيك ستصبح
ثريبة جدا وقلبك سيصبح رقيقا وحساسا، سبحان الله..
علاقة غريبة بين المسح على رأس اليتيم وكفالته
والدعاء للمستضعفين والرحمة بالفقراء والمساكين
والرحمة بالحيوان، وبين رقة القلب.
هنيئا لك يا من نويت الآن أن تطبق الرحمة..
هنيئا لك رقة القلب ودمعة العين فانها ستغسل
الذنوب باذن الله.
.
.
**رحمــــــــــــــة الله تعالى **
.
.
يقول الله تعالى: {كتب ربكم على نفسه الرحمة} [الأنعام: 54].
ويقول الله تعالى: {فالله خير حافظ وهو أرحم الراحمين}
[يوسف: 64].
ونحن دائمًا نردد في أول أعمالنا: (بسم الله الرحمن الرحيم).
ويقول النبي صلى الله عليه وسلم: (لما خلق الله الخلق كتب
عنده فوق عرشه: إن رحمتي سبقت غضبي) [متفق عليه].
فرحمة الله -سبحانه- واسعة، ولا يعلم مداها إلا هو، فهو القائل:
{ورحمتي وسعت كل شيء فسأكتبها للذين يتقون}
[الأعراف: 156].
ويقول النبي صلى الله عليه وسلم: (جعل الله الرحمة
مائة جزءٍ، فأمسك تسعة وتسعين، وأنزل في الأرض
جزءًا واحدًا، فمن ذلك الجزء تتراحم الخلائق؛ حتى
ترفع الدابة حافرها عن ولدها خشية أن تصيبه) [متفق عليه].
.
** رحمة النبي صلى الله عليه وسلم: **
.
الرحمة والشفقة من أبرز أخلاق النبي صلى الله
عليه وسلم، وقد وصفه الله في القرآن الكريم بذلك،
فقال تعالى: {لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز
عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رءوف رحيم}
[التوبة: 128].
وقال تعالى عن النبي صلى الله عليه وسلم:
{وما أرسلناك إلا رحمة للعاملين} [الأنبياء: 107].
وقال تعالى: {فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت
فظًا غليظ القلب لانفضوا من حولك} [آل عمران: 159].
*وتحكي السيدة عائشة -رضي الله عنها- عن رحمة
النبي صلى الله عليه وسلم، فتقول: ما ضرب رسول
الله صلى الله عليه وسلم بيده خادمًا له قط ولا امرأة) [أحمد].
وكان النبي صلى الله عليه وسلم يقَبِّلُ ابنه إبراهيم عند
وفاته وعيناه تذرفان بالدموع؛ فيتعجب عبدالرحمن بن
عوف ويقول: وأنت يا رسول الله؟!
فيقول النبي صلى الله عليه وسلم: (يابن عوف، إنها
رحمة، إن العين تدمع، والقلب يحزن، ولا نقول إلا ما
يرضي ربنا، وإنا بفراقك يا إبراهيم لمحزونون) [البخاري].
وكان صلى الله عليه وسلم يدخل في الصلاة، وهو ينوي
إطالتها، فإذا سمع طفلاً يبكي سرعان ما يخففها إشفاقًا
ورحمة على الطفل وأمه. قال صلى الله عليه وسلم:
(إني لأدخل في الصلاة، فأريد إطالتها، فأسمع بكاء
الصبي؛ فأتجوَّز لما أعلم من شدة وَجْدِ (حزن) أمه
من بكائه) [متفق عليه].
يقول الامام علي بن أبي طالب: لو قيل لي يوم القيامة
سنجعل حسابك لأبيك وامك لرفضت؛ لأن الله سيكون
ارحم بي من امي وأبي.
.
.
.