ماذا أصاب طفلي؟؟

[ابراهيم الدريعي]

ماذا أصاب طفلي؟

انزعجت فاطمة كثيرا عندما شاهدت ولاحظت أن طفلها الصغير الذي لايتجاوز3سنوات اختلف طبعه وتغير سلوكه ومزاجه وثقل لسانه فجأة مقارنة بأمثاله ممن هم في سنه ،حاولت احتضانه فصدها فجلست تبكي بحرقه والمرأة في هذه المواقف ليس أمامها إلا البكاء ولا أحد يلومها في ذلك فهذا موقف يصعب عليها احتماله تقول فاطمة: ماذا أصاب ابني إنه كان طفلا طبيعيا قبل قليل؟ ، ماذا حدث له ياإلهي؟
ولكنها استجمعت قواها فأخذت طفلها فورا إلى الطبيب العام أو طبيب العائلة ،فكشف عليه وأخذ له جميع الفحوصات اللازمة بمافيها قياس السمع فظهرت نتائجه كلها سليمة والحمد لله ، إذا ما ذااصاب طفلي؟ تقولها والدته المسكينة ؟، فما دام أنه لايشكو من علة صحية ، فلا بدأن آخذه للعيادة النفسية ، ذهبت الأم بطفلها للعيادة النفسية ، فلما كشف عليه الطبيب النفسي ، قال لوالدته : -مع الأسف- أيتها الأخت الكريمة إن طفلك مصاب بإعاقة التوحد ، توحد!!ماذا تقصد يادكتور بالتوحد؟ ، أعني أن ابنك سيعيش وحيدا بدون أصدقاء طول عمره لأنه ليس لديه القدرة على تكوين صداقات ،وليس لديه القدرة على التكيف مع غيره، كما أنه متخلف عقليا في الغالب إذ أن نسبة 20%من التوحديين فقط لايعانون من التخلف أما البقية80% -مع الأسف- فهم متخلفون عقليا،وهي نسبة كبيرة، طيب يادكتور هل التوحد له علاج طبي؟ لا - مع الأسف- لايوجد له علاج شاف إلى الآن،ولكن هناك محاولات تبشر بالخير – إن شاء الله- طيب وسوف يعيش ابني هكذا؟ ، الطبيب نعم وهذا قدره ، ولكن هناك مراكز للتوحد منتشرة في المدينة يمكنك أن تلحقي طفلك بها ، ولكني لاأعرفها يادكتور فانا هنا غريبة في هذا البلد ، هل تدلني عليها؟ وأكون شاكرة لك أفضالك ، يقوم الطبيب فيعطي الأم عناوين يعرفها تتولى أمر هؤلاء الأطفال ، لدي سؤال يادكتور لو سمحت ؟، الطبيب : تفضلي ، الأم ، زاد فضلك ، أليس في مقدور ابني أن يتفوق أو يكون موهوبا في شيء ما؟، طبعا ممكن فنهاك توحديون شقوا طريقهم في الحياة بكل اقتدار ومنهم من تحصل على شهادة الدكتوراه في التوحد إينشتاين مثلا كان توحديا وغينتس المليار دير العالمي- أيضا -كان توحديا وبتهوفن كذلك ، ربما الإعاقة –أحيانا- تدفع صاحبهاإلى الإبداع فلا تخافي ياأختي الفاضلة ، تخرج الأم من عند الطبيب النفسي وفي نفسها ألم وحرقة على صغيرها ماذا ستفعل به ؟، إنها امرأة لاحول لها ولاقوة ،ومطلقة هل ستعيش حياتها هكذا؟ تتجرع أصناف الحزن على وليدها الذي لايستطيع أن يتكيف معها ولامع غيرها ؟آه ما أقساك أيتها الحياة ، يكفي أنني مطلقه ووحيدة ؟أستغفر الله رب العالمين من ذنوبي وخطاياي الشكوى لغير الله مذلة.
ألايوجد علاج لهذه الإعاقة يادكتور؟ الإجابة مع الأسف لا، التوحدي محتاج لرعاية واهتمام وتنمية ما تبقى لديه من قدرات و مهارات ومواهب قد ترى توحديا رساما ماهرا وقد ترى توحديا كاتبا مبدعا ،أو ممثلا بارعا أو تاجرا يملك ملايين الريالات أو حافظا لكتاب الله ،فالله سبحانه وتعالي ما يأخذ شيئا من إنسان إلا ويعوضه بخيرمنه، أماعلاجه بشكل قاطع فلا يمكن بسبب أن أسبابه غير معروفه ولا واضحة وما دامت أسبابه غير واضحة فعلاجه يكون صعبا، ولكن لاتقطعي الأمل فالله موجود والعلماء مكبون على اكتشاف علاج جديد للتوحد والعلم يتقدم بالساعة فلا تيئسي من روح الله الأم ، ونعم بالله .

صفات الطفل التوحدي:
أ-صعوبات في العلاقات الاجتماعية:
1- لايستطيع التكيف مع غيره من الأطفال،
2- تصرفاته شاذه،
3-يتفاعل من جانب واحد،
4-لايلعب مع الأطفال الآخرين،
5- يشارك فقط في حالة إصرار الكبار أو مساعدتهم.
6- كثير الضحك والقهقهة غير اللائقة .
7-عديم المبالاة: ممكن يدخل المجلس ويسلم على أحد الحاضرين ويترك البقية.
8-يحدد احتياجاته باستخدام أيدي الآخرين.
9-انعدام تبادل النظرات ، لاينظر في عيون الآخرين.
10- لايهزيده مودعا إذا قال له أحد: باي مع السلامة كما يفعل بقية الأطفال الأسوياء.
11-لايحب أحدا أن يحضنه .
ب-مشاكل وصعوبات في التخاطب :
12- ترديد الكلمات كما يسمعها مثل الببغاء ،
13-لايغير مجال الحديث،
14- كلماته محدودة.
15- أنه يتحدث في موضوع واحد فقط .
ج-ملاحظات أخرى:
16-مقاومته للتغيير والتنويع : ألعابه خاصة ، فهو يحب ألعاب الربط والفك ، ولا يريد من أحد أن يقربه أويغير من نظامه في اللعب.
17-عدم قدرته على الإبداع والصعوبة في تطويرا لألعاب والخيال.
17--لايشعر بالألم إذا ضربه أو خدشه شيء ما ولا يخبر أمه بذلك ، وهذا طبعا يزيد من ألمها وحسرتها فتجلس تبكي أمامه.
18- إذا آخذته أمه معها للسوق يبدأ يعد لمبات الشارع ،والسيارات.

عندما تنطبق على طفلك 7صفات من الصفات السابقة أعلاه ، عندها تستطيعين أن تشكي بأن طفلك مصاب بالتوحد ، لذا يجب أخذه فورا للطبيب لتشخيص الحالة وعمل اللازم.

هل يصاحب إعاقة التوحد إعاقات أخرى ؟
نعم ممكن أن يعاني طبعا التوحدي من صعوبات في التعلم لاسيما عدم القدرة على استخدام اللغة وعدم القدرة على التواصل مع الغير ، كماأن التوحدي قد يصاب بفرط الحركة وتشتت الانتباه أو يصاب بالتبول ألا إرادي وبعض التوحديين عدوانيون وغير ذلك .
المشكلة أن إعاقة التوحد لم تعرف في مجتمعنا إلا منذ زمن قصير وأكثر أسر التوحد يجهلون كيفية التعامل معهم ؟أو إدراك حقيقة إعاقتهم ويوجد من أسر التوحديين فئة كبيرة تعاني من الفقر ونظرا لقلة المراكز التي تستقبل أمثال هؤلاء في البلد يضطر الموسرون من أسر التوحديين إلى السفر بهم للخارج لتلقي الرعاية والتدريب ، وفي الآونة الأخيرة ظهرت جمعيات إنسانية تطوعية رائعة يرأسها أفراد من خيرة رجال ونساء المجتمع أمثال الجمعية الخيرية لأسر التوحد التي ترأسها سمو الأميرة /سميرة الفيصل الفرحان آل سعود-حفظها الله-،إذأقامت هذه الجمعية مهرجانات وحفلات ترفيهية وتثقيفية لتوعية أسر التوحديين والمجتمع في الأسواق والمراكز التجارية والاستراحات وشاركت فيها وجوه إعلامية شهيرة وتعد هذه الجمعية ملاذا لأسر التوحديين لإعانتهم في التغلب على الصعوبات التي تواجههم من جراء تعاملهم مع أطفالهم التوحديين ، والله خير حافظا وهو أرحم الراحمين...

ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك

[زهرة الوادي2008]

اللهم شافي جميع مرضى المؤمنين والمؤمنات

يجزاك ربي كل خير ويحعله في موازين حسناتك

لاعدمت

[ابراهيم الدريعي]

زهرة الوادي
شكرا لحضورك الله يعطيك العافية ، تقبلي خالص مودتي وتقديري .

[نعومة الثامنه]

انا لله وانا اليه راجعون
اللهم شافي المرضى المؤمنين والمؤمنات

[ابراهيم الدريعي]

نعومة الثامنة
شكرا لحضورك وتعليقك الجميل على هذا الموضوع الله يعطيك العافية ، تقبلي مودتي واحترامي .

[البندر]

كل الشكر والتقدير استاذنا ابراهيم
الكثير يجهل اعاقة التوحد في مجتمعنا وهي فئه غاليه علينا فقط يشعر بها من تعايش معها يدعولوالدي المعاق واهله القائمين على رعايته لما يواجهون من صعوبات من تلك الاعاقه

احتراماتي لك استاذي ابراهيم الدريعي

[ابراهيم الدريعي]

أخي الكريم /البندر ---------سلمه الله
أشكرك من الأعماق على حضورك وعلى تعليقك على هذا المقال ، تمنياتي لك بالصحة والعافية ..