أستاذ مسفر ... من ذاقَ مرارةَ الفقدِ خافَ مجرّد التفكيرِ فيه ..

[منى عبداللطيف]

أستاذ مسفر رعاك الله
لأني لا أُجيدُ امتهانَ الكتابةِ كما يَنبغي ..،
لأني أُبقي على حياةِ حروف عطاءك - رغم الغيابِ - بلا كللٍ أو مللٍ ..،
لأني لمْ أعدْ أطيقُ احتباسَ الدموع ، وقتْلَها عمداً في حمى عينيّ ..،
أجدُ نفسي إنسانة ترتدي الشحوبَ ، ويضيقُ بها ..،

حزينة ؟!

كثييييراً ، بقدر سعادتي لو تعود الكتابة من جديد في صفحات وريقاتك السابقة في هذا المنتدى الغالي عن محضِ مصادفة ،
بقدْرِ اغترابي وأنا في انتظارِ شيءٍ أثقُ أحيانا أنه لن يأتي ..،

نأسف ؟
نعم ..، بحجم فوضى الرحيل الذي يُكلفنا بها غيابُكم ..، نأسف فتقودُ خطواتنا الحائرة إلى مواطن
التأبينِ التي لا تفنى ..، ونزِعُ منا - بقوّةٍ - كلّ الأشياء والمعاني التي يُمكنني أن أُطلقَ عليها ‘ جميلة ’ !
نأسف ..، لأنّ قدَر اطروحاتك الماتعة والتي قصّت أجنحتها عنا برحيلها . ..فبكينا لفراقها
نأسف..، لأنّ أردية الحنين لم تعدْ تأتي إلا ‘ فضفاضة ’ لا تجود بدفءِ الوصال الذي بات مذبذبا كمطر ضل الطريق إلى هذا المنتدى.،
نأسف ..، لأنّ مساحاتِ الصبر تكادُ أن تُعلنَ استسلامها لجيوشِ الفقدِ التي لا تخور ..، ولكن....
دوما نردد أنشودة الفأل ، وتحتوينا إشعاعات تحمينا من التواءات الطريق . تلك الاشعاعات شمسها "هم".
بعد رحيلكم أضحت صباحاتنا يراودها كسوف يحيلنا لسكب كثير من ماء مالح وطفح زبد الوجد على صفحة وجوهنا كثيراً .

منانا ولو برعماً أخضراً يحي حقول هذا المنتدى التي أجدبت بعدكم ، لكن الأرض لم تعد خصبة كما كانت .
لا أعلم حقيقـة
أشعر أني متفائلة بصيب نافع سيهطلها وتعود لأوجها.

أختك في الله
منــــى

ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك