|
|||||||||||||||
اسم المنتدى | منتدى الأحساء التعليمي | المنطقة | الأحساء | سنة التأسيس | 1424-2004 | المؤسس | خالد السعيد | حساب تويتر | kldsed@ | بريد إلكتروني | kld@kld.me | جوال المنتدى | 0506999229 |
|
أدوات الموضوع |
27-10-2009, 11:06 PM | #16 |
عضو جديد
تاريخ التسجيل: 29-09-2009
المشاركات: 11
معدل تقييم المستوى: 16 |
رد: (( قراءة تأملية في مقالات الأستاذ مسفر القحطاني ))
قراءة تأملية في مقالة" سيرة ينقصها الكفاح" عندما قرأت مقالة أستاذنا / مسفر القحطاني هذه قفز إلى ذهني , صورة مشهد تمثيلي شاهدته في سنين الصبا , يحكي عن رجل كان يعمل شرطياً برتبة جندي ينظّم حركة السير في الطريق , فبينما أحد كبار الوزراء يمر بسيارته قام الجندي بإيقاف كل السيارات القادمة من الجهة المقابلة وسمح لسيارة الوزير بالمرور والإشارة حمراء تقديراً لمكانته , حفظ الوزير اسم هذا الجندي " المطيع" , وبعد فترة قام الوزير بتدبير انقلاب في تلك البلاد واستلم سُدة الحكم , فقام بتعيين ذلك الجندي وزيراً للأمن أو الدفاع تقديراً لسجله الزاخر في الإنجاز , المشهد الذي لم يفارق ذهني منظر ذلك الجندي الوضيع وقد لبس أفخم الألبسة وقد وضع رِجلاً على أخرى وهو يقول لسكرتيره باللهجة المصرية : يا مدحت...أنا عاوز اكتب مذكراتي , لازم الجيل الجديد يقرؤوا سيرتي ويشوفوا إزاي كافحت وتعبت حتى وصلت لهذا المنصب !!! " كتابة السيرة الذاتية" تقليعة جديدة للطبقة المخملية أستاذي العزيز , فالنفس البشرية عندما تشبع حاجاتها من المال والثراء والنفوذ تتطلع " لمجد اجتماعي جديد" , ولكن التاريخ لن يُدخل في سجل الشرف إلا المبدعين والمكافحين والمتميزين , وامتعاضك أستاذي من خلو سيرة أحد الكتّاب من أي ملمح كفاحي في سيرته ذكّرني بمقولة صديق قديم كان يقول لي : الشاعر الذي ولد وفي فمه ملعقة من ذهب لا يمكن أن أصدقه أو أتفاعل مع قصائده المليئة بأبيات العذاب والحرمان والبؤس ؟ لأني أدرك أنها صورة خيالية وغير واقعية . فكنت أخالف صديقي وأقول إن مشاعر البؤس والحزن والألم تتجاوز كل مظاهر الرفاه والترف الجسدي إلى دواخل الأرواح والنفوس , ولهذا قد نرى ذلك المترف معذَباً حتى يقدم على الانتحار , وقد نرى ذلك المتواضع أو الذي بالكاد يجد قوت يومه في سعادة وحبور وقناعة , وقديماً قال ابن تيمية " جنتي في صدري". لا شك أن كتابة السيرة الذاتية لا تحقق أهدافها إلا إذا حوت دروساً وقيّماً ومواقف يمكن استلهامها , والاستفادة منها , فدورة الحياة البشرية واحدة , وهياكلها الخارجية مهما اختلفت غنى وفقراً , حضارة وبداوة , رقياً وتخلفاً , فإن دواخلها متشابهة بما تحتويه من قيم ومبادئ ومغريات وملذات وأخيار وأشرار , إن السير الذاتية تتفاوت قيمتها بحسب مكانة الكاتب أو أسلوبه , ومما يميز كُتب السير عن كتب التاريخ أنها تسبر أغوار النفس البشرية لا سيما إن حرص الكاتب على نقل مشاعره ومواقفه بمعدل مرتفع في المصداقية , ومن أعجب ما قرأت في كتب السير الذاتية ما كتبه الشيخ الأستاذ علي الطنطاوي في ( ذكريات) لا سيما الأجزاء الأربعة الأولى , فقد ظهرت قوة تلك الذكريات الذي جمع فيها الشيخ بين جزالة العبارة وسهولتها , في نقل أحاسيسه الشخصية حيال مواقف متعددة مع المرأة والسلطة والتعليم والقضاء والغربة بلا رتوش أو تنميق أو إسفاف , حتى أن أحد الباحثين ألف رسالة دكتوراه عن منهجية الطنطاوي الفريدة في الذكريات بعنوان ( علي الطنطاوي ...كان يوم كُنتُ) , وحق له ذلك فقد كان الطنطاوي يضحكني حتى يسمع أهل داري قهقهتي , وكانت الدموع تضطرب في مقلتي وهو يصف شوقه لابنته المغدورة " بنان" أو رحيل أمه أو شوقه الذي كان يضطرم في صدره لدمشق وغوطتها ومآذنها وضواحيها , في الشأن المحلي يأتي مثلاً.كتاب د. غازي القصيبي ( حياة في الإدارة ) مفعماً بالدروس الحياتية في مجال العمل الإداري. إن كتب السير الذاتية من الناحية التاريخية التوثيقية لا تعد مصدراً قوياً للمعرفة لأن الإنسان عادة لا يحب أن يبرز للناس إلا في أبهى صورة , ولكن أستاذنا " مسفر" أراد أن يقول إن القارئ لأي سيرة ذاتية يحتاج لاستلهام قدرة الكاتب على تجاوز العقبات والصعوبات في حياته المديدة, وأزيد على ذلك أن من فوائد كُتب السير الذاتية أنها تشكل نافذة للاطلاع على الحالة الاجتماعية أو الثقافية لبلد ما...خذ على سبيل المثال ما ذكره القصيبي في كتابه " حياة في الإدارة" من أن الموظف في الغرب عندما يعاقبه رئيسه بالخصم أو الإعفاء ,فإن الخصومة تقتصر على علاقة ذلك الشخص بالرئيس , وأما لدينا في البلاد العربية فالخصومة تتجاوز الموظف الُمقال أو المُعاقب إلى أسرته أو قبيلته أو أقاربه أو إقليمه , وهذه لفتة مهمة تبين كيفية تحقيق القائد لمقاربة معقولة بين الأطروحات النظرية وبين تركيبة مجتمعه الخاصة , وهي مقاربة في غاية الصعوبة , وقلة من يستطيعون تجاوزها , كما أن المرء لا يمكن أن يستوعب تداخلاتها وأبعادها لو اكتفى بقراءة الكتب العلمية المتخصصة في علوم الإدارة والاجتماع. أستاذي أبا ناصر : هذا أوان كسر ريشة قلمي التأملية , بعدما أرهقت عيونكم , وشغلت أوقاتكم وصدعت رؤوسكم بمتابعتها , وعلم الله أن هذه الخواطر والتأملات جاءت من عفو الخاطر بلا تحضير ولا استعداد ولا نية مسبقة , ولعل هذا أحد أسباب تقبلكم وتقبل القراء لها مع تواضعها , حان الوقت أيها القائد المبدع , والمُلهم التربوي الأول , لأعود أدراجي إلى مكاني الطبيعي في المدرجات وبين جمهورك المحب , اقتنص فوائدكم , وأدون فرائدكم , وأقوّم الخطأ من ترياق نقدكم . لست أدري أبا ناصر...عما جال وسيجول في خاطرك منذ تقحمي دارك بهذه التأملات ولكن الحياة علمتني أنها كثيراً ما تنصف الصادقين والمتخففين من أوضار الأغراض الشخصية , وسفاسف الأهواء المادية , ولست أدّعي لنفسي المقصرة العصمة والقدسية , ولكني جالستها وصارحتها وكاشفتها قبيل كتابة تأملاتي وبعدها , فما ظهر لي منها من غرض سوى المحبة الصادقة لشخصكم الكريم , والشعور الغامر بالعرفان والجميل , والدَين الثقيل , فظنت أنها ستسدد قدراً يسيراً من حقكم عليها بهذه القراءة التلقائية , والوقفة التأملية , أغادرك مودعاً وشفاهي تتمتم بدعوة صادقة أن يوفقك ويسددك , وأن يجعلك ممن طال عمره وحسن عمله , والشكر موصول للأختين الكريمتين / منى عبد اللطيف , وبنت أبوي على حسن التفاعل , وثراء التعقيب , وجمال العبارة , استودعكم الله , والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. عبد الرحيم أبو عبدالله
__________________
"ونحن صغار كان شيخ الحارة يضربنا لنحفظ..ولما كبرنا صار الشرطي يضربنا لننسى..!" محمدالماغوط |
|
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
رسالة الى الأستاذ مسفر .......وعاجلة | رباب2009 | مقالات أ/ مسفر القحطاني ، رئيس قسم الصفوف الأولية في إدارة تعليم الأحساء | 2 | 10-04-2009 01:35 PM |
لو سمحت طلب من الأستاذ مسسفر القحطاني | aljareeha | مقالات أ/ مسفر القحطاني ، رئيس قسم الصفوف الأولية في إدارة تعليم الأحساء | 1 | 25-02-2009 02:25 AM |
|