صور من المخالفات الشرعية في الأعياد

[سيف بن غيث]

صور من المخالفات الشرعية في الأعياد
للشيخ : ليث بن محمد الرديني .

بسم الله الرحمن الرحيم


إن الحمد لله ، نحمده ، ونستعينه ، ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمدا عبده و رسولـه ( صلى الله عليه وسلم )

أما بعد :

أخي القارىء الكريم : إن مما ينبغي الإشارة إليه والتحذير منه تلك المخالفات الشرعية التي يرتكبها كثير من هذه الأمة المحمدية في كثير من المناسبات وخاصة أيام العيدين ـ عيد الفطر وعيد الأضحى ـ والتي يجب على المسلم أن يحذر ويحذَر منها وباستمرار حتى يجعل بيئته خالية من تلك المخالفات التي تأباها الشريعة السمحاء والمحجة البيضاء . فيجعل عيده مباركا خالياً من الشوائب والبدع والمحرمات متأسيا بسلفه الصالح في كيفية استقبال هذه الأعياد وغيرها من المناسبات .
فإن التلبس بالمخالفات الشرعية سبب من أسباب الفتنة والعذاب الأليم كما قال تعالى : [ فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم ] ( النور : 63 ) وقال عليه الصلاة والسلام : [ كل أمتي يدخلون الجنة إلا من أبى ، من أطاعني دخل الجنة ومن عصاني فقد أبى ] (1)

والمخالفات الشرعية التي ترتكب في أيام الأعياد كثيرة جداً منها :

(1) مصافحة المرأة الأجنبية:

والحقيقة أن هذه المعصية ترتكب في أغلب الأحيان حيث إنها عادة متفشية جداً في مجتمعنا ، ولكنها في أيام الأعياد تكثر وتستفحل والله المستعان .

والمرأة الأجنبية هي كل امرأة تحل للرجل سواء كانت قريبة منه أم لم تكن وقد جرت عادة الناس في المناسبات والأعياد أن يصافح الرجل المراة التي لا تحل له . أو العكس بل الأشنع من ذلك تقبيلها حتى صار ذلك أسهل من شرب الماء ولا حول ولا قوة إلا بالله .

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــ
1) صحيح الجامع ( 4513)
وتجويز الناس لهذا الأمر الخطير مبني على دعوى وحجة وهي انك إذا لم تصافح أو تقبَل فسوف يظن بك جفاءً ، فنحن نفعل ذلك تودداً وإرضاءً ومحبةً لهم ، وثمة حجة أخرى وهي أن النية حسنة وليست خبيثة فنحن لا نفعل ذلك بسوء نية فالقلب أبيض والنية سليمة ............ وما إلى ذلك من العبارات الواهية والكلمات الفارغة من الإقناع .
فأما قولهم أنهم يفعلون ذلك تووداً وإرضاءً ومحبةً لهم . فليعلم أن إرضاء الله ورسوله ( صلى الله عليه وسلم ) مقدم على إرضاء الناس ، وطاعة الله ورسوله مقدمة على طاعة الناس . قال تعالى : [ ومن يطع الله ورسوله يدخله جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها وذلك الفوز العظيم . ومن يعص الله ورسوله ويتعد حدوده يدخله ناراً خالداً فيها وله عذاب أليم ] ( النساء 13ـ 14 ) وقال النبي (صلى الله عليه وسلم ) : [ من أرضى الناس بسخط الله وكله الله إلى الناس ، ومن أسخط الناس برضى الله كفاه الله مؤنة الناس ] (2) . إضافة إلى أن إرضاء الله سبحانه وتعالى يترتب عليه ثواب وأجر كبير ، أما إرضاء الناس في معصية الله فيترتب عليه عقاب وإثم عظيم . والمفروض أن يخضع الناس للإسلام وتعاليمه وأحكامه وتشريعاته لا أن يخضع الإسلام لرغبات الناس وأذواقهم وأقيستهم .

وأما من يفعل هذه المعصية بحجة النية حسنة وليست خبيثة والقلب أبيض .........إلخ .
فأقول لا يجتمع عمل فاسد ومخالف لشريعة الله سبحانه وتعالى مع نية حسنة ، فالنية مرتبطة بالعمل فإذا كان العمل صالحاً أجر على نيته وعمله ، وإذا كان العمل فاسداً ومخالفاً لشريعة الله أثم على نيته وعمله . وإن العمل في الغالب يعكس ما يبيته الإنسان من نية صالحة أو طالحة . فالأعمال والأقوال مغاريف القلوب ، والعمل كالمرآة التي تعكس ما في الضمائر وما تكنه النفوس ، وأي قلب أبيض هذا وهو مملؤٌ بمعصية الله ، فهل هناك أبيض وأطهر قلباً من رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ومع ذلك فإنه يقول : [ إني لا أصافح النساء ] (3) . وقال أيضاً : [لأن يطعن في رأس أحدكم بمخيط من حديد خير له من أن يمس امرأةً لا تحل له ] (4)

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ
2) صحيح الجامع (6010)
3) صحيح الجامع (2513)
4) صحيح الجامع (5044)




. إضافة إلى أنَ النبي ( صلى الله عليه وسلم ) عد هذا اللمس من الزنا في قوله : [ كتب على ابن آدم حظه من الزنا ، أدرك ذلك لا محالة ، فزنا العينين النظر ، وزنا الأذنين الاستماع ، وزنا اليدين البطش ، وزنا الرجلين الخطى ، والنفس تتمنى وتشتهي ، والفرج يصدق ذلك أو يكذبه ] (5) .
ولا فرق بين كون الرجل يصافح بحائل وبغير حائل وذلك لأن كلا الأمرين حرام على الصحيح . وقد سئل العلامة ابن باز ـ رحمه الله ـ عن ذلك فقال : لا تجوز مصافحة النساء غير المحارم مطلقاً سواءٌ كنَََََََ شابات أو عجائز ، وسواء ٌُ كان المصافح شاباً أو شيخاً كبيراً ، لما في ذلك خطر الفتنة لكل منهما . وقد صحََََََََ عن رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) أنه : قال [ إني لا أصافح النساء ] وقالت عائشةـ رضي الله عنها : ما مسَت يد رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) يدَ امرأة قط ، ما كان يبايعهن إلا بالكلام . ولا فرق بين كونها تصافحه بحائل أو بغير حائل ، لعموم الأدلة ولسد الذرائع المفضية إلى الفتنة . والله ولي التوفيق . انتهى كلامه ـ رحمه الله ـ (6) . فعلينا أن نلتزم تقوى الله وطاعته ، وعدم مخالفة أمره ، وكثرة مخافته . وكذلك عدم الخروج عن أمر النبي ( صلى الله عليه وسلم ) فإن النجاح والفلاح في ذلك .
(2) ومن المخالفات الشرعية كذلك تخصيص زيارة القبور في أيام العيدين:
فإن كثيراً من الناس يخصون هذه الأيام بزيارة القبور وهم لا يعرفون المقبرة إلا في أيام العيدين ، فما أن يجيء العيد إلا وذهبوا لزيارة المقبرة . وهذا من البدع ومما لا اصل له في الشريعة المحمدية السمحاء . فإن زيارة القبور مشروعة في كل زمان ومكان والحمد لله . وكذا تخصيص زيارة القبورفي يوم الجمعة ، أوفي يوم معين ، أوفي ليلة معينة ، فأن ذلك لا يجوز. فمتى أردت أخي المسلم أن تذهب لزيارة القبور فإن ذلك مسموحٌ لك ، وتكون ممن أحيى سنة من سنن المصطفى ( صلى الله عليه وسلم ) . فلا ينبغي تخصيص زيارة القبور بأيام العيد أو بيوم الجمعة أو بأي يوم لأن توظيف الزيارة بيوم معين من الأمور التي لم يأذن بها الشارع الحكيم .

(3) ومن المخالفات الشرعية التي نراها في أيام المناسبات والأعياد كذلك هجر المساجد :

بحجة أن هذه الأيام أيام عيد وصلة للأرحام وزيارة بعض الأقارب والأصدقاء . وهذه الزيارات تمنعنا من الذهاب إلى المسجد لأداء صلاة الجماعة، وعلى العكس من ذلك فإذا كان عندنا بعض الضيوف من الأقارب والأصدقاء فيكون من الحرج أن نتركهم ونذهب إلى المسجد لصلاة الجماعة .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــ
(5) متفقٌ عليه.
(6) فتاوى النظر والخلوة والاختلاط . ص 82


فأقول أخي الكريم : إن صلة الأرحام وزيارة بعض الأقارب والأصدقاء ، كل هذا لا يمنع من أداء صلاة الفريضة في المسجد ، فإن الضيف ووقت استضافته محفوظان معززان ومكرمان، أما وقت عبادة الله فأولى أن يكون محفوظاً من قِبَل الجميع . هذا أولاً . وأما ثانياً : فلا شك أن هذا الضيف الذي يزورك وتزوره هو ضيفٌ مسلمٌ كذلك، فإذا ما نسي أو نسيت وقت الصلاة فعلى كل واحدٍ أن يذكر أخاه المسلم بالذهاب إلى المسجد لأداء صلاة الجماعة فيه . قال تعالى :[ وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين ] ( الذاريات: 55 ) وقال تعالى : [ وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان ] ( المائدة : 2) . أما إذا كان هذا الضيف لا يصلي أبداً أو متكاسلاً عن صلاة الجماعة فعليك أن تنصحه وترشده ، فلربما كانت توبته على يديك فتنال الأجر العظيم .

ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك

[® رحــــال ®]

باااااااااااااااااااااارك الله فيك

تقبل مروري

[احساس طفلة]

جزيييييييييييييييييييييييييييت خيرااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا